
الأسيرة المقدسية آمنة منى
تتهمها إسرائيل بخطف فتى إسرائيلي بعد استدراجه إلى منطقة رام الله المحتلة عبر الانترنت ومن ثم قتله من قبل زملائها.
تم اعتقالها بتاريخ 20-1-2001م - وكانت تبلغ من العمر. آنذاك (25 عاماً)، تعرضت إلى العزل عدة مرات، ورشِّ الغاز عليها، وتقييد يديها ورجليها، مما أدى إلى تدهور وضعها الصحي؛ بسبب العزل الانفرادي، والحرمان من النوم لعدة أيام، وعانت من التهابات حادة في جروح يديها؛ من جرَّاء التعذيب الشديد الذي تعرضت له، ومحاولة جنود الاحتلال اقتلاع أظافر يدها، وقالت والدتها: "تتميز آمنة بشخصيتها القوية، وذكائها، وإصرارها على الحق، ولا تخضع للذل والهوان، وتسعى جاهدة إلى المطالبة بحقها وحق الأسيرات، خاصة أن أغلبهن قاصرات، ويعانين من ظروف معيشية سيئة في الأسر؛ لذلك سرعان ما تم اختيارها ممثلة لهن. وفهمت إدارة السجن أن آمنة هي رأس الحربة، فسارعت إلى الانتقام منها؛ لكسر عزيمتها عن المطالبة بحق زميلاتها، ولكنهم لا يدرون أن ذلك يزيد آمنة إصرارًا على حقها.
وأضافت والدتها "أشعر أنها ازدادت صلابة وإدراكا لمسؤوليتها، ففي أول زيارة التقيت بها أوصتني أن أطمئن الأسيرات عليها، بخلاف شخصيتها السابقة الهادئة جدًّا". وأكملت "آمنة ليست مجرمة.. الاحتلال هو الذي زرع في قلبها الكراهية له، فقد سبق وأن اعتُقِلت 4 مرات قبل أن تكمل الثامنة عشر من عمرها، وكانت تتعرض خلال ذلك للضرب المبرح من جنود الاحتلال، وفي كل مرة تتعرض للاعتقال تزداد تصميمًا على فضح جرائمه".
فعندما أنهت دراستها الثانوية أصرَّت أن تلتحق بقسم علم النفس؛ لتقترب أكثر من أبناء شعبها الذين يعانون من مشاكل نفسية جرَّاء العدوان الصهيوني الذي تعايشه منذ طفولتها، وبعد تخرجها في جامعة بيرزيت سعت لتعمل في المجال الإعلامي عبر نشرة "الصنوبر"؛ لتعبِّر عما يجول بخاطرها من هموم شعبها، كما تطوعت للعمل في إحدى جمعيات حقوق الطفل في رام الله؛ لتخرج أطفال الانتفاضة من الأزمات النفسية التي خلفها العدوان "الإسرائيلي".