السبت ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم زياد الجيوسي

افتتاح موسم مسرح المضطهدين

على مسرح قصر الثقافة في رام الله وفي مساء الخميس 12\نيسان \2007 تم افتتاح موسم مسرح المضطهدين ضمن حضور ضخم من المواطنين، الذين توافدوا إلى قصر الثقافة رغم برودة الجو في الأمسيات ورغم الظروف الصعبة، هذا الموسم الذي سيمتد في عروضه حتى 28 من حزيران لهذا العام، متنقلا في المدن الفلسطينية ما بين الخليل وبيت لحم وجامعة القدس في القدس، والمسرح الوطني الفلسطيني في قلب مدينة القدس المحتلة ومدينة أريحا وجامعة بير زيت ونابلس وطولكرم، ومخيم جنين ومعليا في الجليل الغربي إضافة لرام الله، التي ستتنقل فيها العروض بين قصر الثقافة حيث الافتتاح والختام، إضافة لمسرح عشتار صاحب الفكرة في هذا الموسم والعديد من المدارس والكليات في رام الله.

يعلن مسرح عشتار عن بدء فعاليات موسم المضطهدين تحت شعار "بناء الجسور وكسر الحواجز"، وبالاشتراك مع العديد من المؤسسات والجهات الداعمة للمشروع، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي ومكتب التعاون السويسري ومؤسسة عبد المحسن القطان ومؤسسة الناشر، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والعديد من المؤسسات المحلية والجامعات إضافة إلى بلدية رام الله.

برنامج الافتتاح كان متميز بفعالياته وخلا من كثرة المتحدثين والكلمات العديدة التي اعتدنا أن تنفر الجمهور وتشعره بالملل، فقد جرى الاكتفاء بكلمتين لا غير..الأولى ألقاها الأستاذ وليد أبو بكر عن أسرة عشتار قال فيها "تملك هذه الأرض كل الحق في أن تكون مكانا لمسرح المضطهدين، لأن الاحتلال الذي تنوء به، أعلى مراتب الاضطهاد في كل الأزمان، وهو هنا احتلال عسكري استيطاني، هدفه مصادرة الأرض وحرية الإنسان فيها، وحرمانه من أبسط حقوقه، وكل ذلك يشكل حالة اضطهاد قصوى، ابتكر هذا النوع من المسرح بهدف مواجهتها"، وحول تسمية الموسم بمسرح المضطهدين قال: "البرازيلي أوغستو بوال ابتكر هذا النوع من المسرح، لمقاومة الاضطهاد في بلاده، خاصة زمن حكم العسكر، وبدا عروضه وسط مجموعات صغيرة متجانسة: من عمال المصانع إلى المزارعين إلى السجناء إلى النساء، ثم توسع كثيرا فصار له جمهوره الكبير في العالم كله".
وهذا النمط من المسرح والمعروف بمسرح المنبر وهو الصورة الأولى لمسرح المضطهدين، يقوم على تقديم عرض مسرحي قصير ومتماسك، يطلب من الجمهور في النهاية أن يقدموا وجهات نظرهم في المشكلة المعروضة، ويتحول المشاهد إلى ممثل يكون بديلا لأحد الممثلين، طارحا رؤيته ومدافعا عنها..

بدأ الافتتاح بعروض في الباحة الخارجية لقصر الثقافة قبل الدخول لصالة المسرح، بعرض موسيقي لفرقة مسرح الفعل\ ألمانيا، وقدم طلاب نوادي الدراما في مسرح عشتار صورتين من ألوان مسرح المضطهدين، تلاها قدوم فرقة مسرح أكشن الألمانية وهي تعزف على الطبول التي هي عبارة عن براميل بلاستيكية عادية مترافقة مع عزف على البوق، ورقص وقفزات جميلة في الهواء حتى دخلوا للمسرح وأكملوا عرضهم هناك، حيث تم إدخال الجمهور بعدها لقاعة المسرح، ليعلن عن بدء الموسم بكلمة أسرة عشتار، تلاها عرض مميز لأغنيات الشيخ إمام وسيد درويش قدمتها الفرقة المميزة، فرقة يلالان الفلسطينية التي تميزت بأداء هذا النوع من الطرب الأصيل، تلاها كلمة مبتكر مسرح المضطهدين اوغستو بوال الذي لم يتمكن من الحضور، ألقاها بالنيابة عنه ممثل البرازيل لدى السلطة الفلسطينية، ثم قدمت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية مجموعة من لوحات راقصة ولوحات دبكة شعبية، نالت على رضا الجمهور وتصفيقه الحاد، ليبدأ الموسم فعليا بعرض مسرحية "حكايا قرية سيح شيشيا، والتي تتحدث عن مشاكل ومعاناة المزارع من قبل السماسرة الذين يرتبطون بالاحتلال، ومن قبل الاحتلال الذي يصادر منتجاتهم ويتلفها، وفي نهاية العرض وكعادة مسرح المنبر الذي أبدع مسرح عشتار بتقديمه، شارك الجمهور بتقديم الآراء والمشاركة مع الممثلين.. لينتهي الافتتاح ويخرج الجمهور ليجد في الساحة الخارجية لقصر الثقافة عرض آخر راقص مع كرات النار والمشاعل لفرقة ألمانية، كان فصل الختام للافتتاح استعداد لبدء الموسم وعروضه في المناطق والمواقع المختلفة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى