

اغتراب !!
إلى فلسطينية ..
من وطني المحتل عام 1948
إلتقيتها في مطار باريس
التقينا .. في بلادِ اللهِكانَ الزَّمنُ الأوَّلُيصطافُ على شُطآنِ عينَيهاوكانَ البَحرُ ..يرتاحُ الهُوينى .. فيهِماوالصَّيفُ شلاَّلُ ضياءٍفي محيَّاهاوفي ضِحكتِهاشمسُ نهاراتٍ وأقمارُ ليالِمَن تكونُ الحلوةُ السَّمراءُإنّي لا أُباليأبداً .. إنّي أُبالينزلتْ أودِيتي صالتْ وجالتْصعدتْ أعلى جِباليإنَّها تجتاحُ تَفكيريوقد أصبحَ بعدَ الآنِ ..رهنَ الاحتلالِقدرٌ جاءَ بِها ..ما أصغرَ الدُّنياإذا شاءَ طَواهافالتقى كُلُّ شتيتٍ بِشتيتٍبعدما ضاعا وتَاهاحلوةٌ من وطني السَّاكنِ عَينيهابإطلالتِها تخضوضِرُ الذِّكرىوتسترجعُ أيَّامُ ..الرُّؤى الخُضرِ صِباهاجلستْ تَحكي وتَحكيأمطرتْ شعراً لَهُ عِطرُ الأزاهيرِعلى مِحرابِ صَمتي .. شفتَاهاضحكتْ في وَجهِها ..شَمسُ نهاراتِ بِلاديفتمنَّيتُ لَوَانّي طائرٌ مدَّ جناحيهِوأزرى بالمسافاتِفأمسَى ثم أضحَى في حِماهالم تكنْ تَعرفُ أنّي مِثلُهاكنتُ غَريباًساقتِ الرِّيحُ رِكابيشرَّقتْ بي .. غَرَّبتْسيَّانَ عِندييومَ أصبحتُ على غيرِ تُرابيوطني مغتربٌ مِثليغَريبٌ جاءهُ من آخرِ الدُّنيافدقّتْ ساعةُ الأحزانِ ..في مُنتصفِ الَّليلِ ..صارَ الزَّمنُ الأوّلُ ذِكرىوالمَدى ما بينَ لَيليونهاياتِ المَدى بَحرَ سَرابِوالغَدُ الآتي إلى أن ينتَهي كُلُّ غَدٍعَصرَ اغتِرابيأنا لا أعرفُ يا سيِّدتي الحُبَّ ..لأنَّي قد تَركتُ الحُبَّ ..أقفلتُ عليهِ بَابَ داريريثَما أرجعُ ..كانَ الظَّنُ أنّي راجعٌفي ظرفِ يَومين ..وقد أرجعُ في تَالي النَّهارِيومَها طالَ نَهاريصارَ ألفاً .. صارَ آلافاًوآلافاً .. وما عدتُ لدَاريآهِ ما أصعبَ ..ما أوحشَ ليلَ الإنتظارِإيهِ يا سيِّدتيمرّتْ سُويعاتٌ سَرقناهامن اليَومِ الَّذي فيهِ ..تَلاقينا سِراعاصارَ لا بُدَّ لنا ..أن نَبدأَ الآنَ الوَداعاأُعذريني ..ربَّما ضيَّعتُ من عُمرِكِ ..في هذي المَتاهاتِ نَهاراربَّما أشعلتُ في قلبِكِ نَاراربَّما أحدثتُ في رأسِكِ ..وهجاً وصُداعاأنا يا سيِّدتي لا أعرفُ المَكرَ ..ولا مارستُ في قَولي الخِداعاإنَّهُ وجهي الحقيقيُّ الَّذي ألقاكِ فيهِلم أضعْ يوماً قِناعاكُلُّ ما في الأمرِ أنّيلمْ يَعدْ لي وطنٌقَضّيتُ عُمري بَعدَهُ ..نَفياً / شتاتاً / وضَياعاغيرَ أنّي حينَما أبحرتُ في عَينيكِأبصرتُ سَناً من وَطنيأرجعَ لي عُمري ..وأخشى حينَما ترتَحلينَ الآنَ ..أن يغدرَني البَحرُوأن تنقلبَ الأمواجُ ضدّيبعدما أصحو ..وقد مزَّقتِ الرّيحُ الشِّراعا