الاثنين ٧ أيار (مايو) ٢٠١٢
قضية للنقاش

اذهبي فأنت طالق

ميساء أبو غنام - القدس

روحي أنت طالق......كلمة اعتدنا على سماعها في الأفلام المصرية، وأحيانا نستخدمها من باب الدعابة في أحاديثا، ولكن الحقيقة اكبر من الواقع حين تكون نكاتنا على هذه الجملة حدث يخرج الرجل من رجولته لتصبح المرأة ضحية له ولمجتمع وقوانين مجحفة....

أنا واحدة منهن أعيش لحظات انتقام زوجي مني لمجرد أنني قررت الانفصال عنه، وكثيرات مثلي أو اغلبهن تبدأ ىبعد الطلاق رحلة التنقل من محكمة لاخرى باحثة عن حقوق اطفالها وتسمعهن يقلن "زوجي لا يدفع النفقة لابنائي" مبررا انه لا يمتلك االمال وفي احيان اخرى يمتلك المال ولا يرغب بالدفع ولكن تجده وبعد فترة من الطلاق وبدل ان يفكر كيف يحسن الوضع مع طليقته ليرى الاولاد ويعوضهم بعده، يتخلى عن رؤيتهم وعن التزاماته نحوهم، وفجأة تسمع انه اختار شريكة اخرى او ضحية اخرى للزواج،حينها ترى المال ينضح من جيبه ومن حساباته المالية،كيف لا وهو قادر على دفع مهر جديد وتأثيث بيت وعمل عرس بكل تكاليفه الباهظة.....

من المسؤول عن ذلك.....حين تقرر المرأة الطلاق من زوجها تكون قد ضاقت الامرين منه،القضية ليست نزوة انوثة كأن الزواج بنطالا ترتديه المرأة متى شاءت وتخله متى ارادت،نحن نعيش في مجتمع شرقي ما زالت المرأة المطلقة عبئا اجتماعيا على العائلة،اعلم ان هذه النظرة بدأت بالتدهور ايجابيا لصالح المرأة الا ان بعض التجمعات في المدن والقرى المحافظة ما زالت كذلك،ليس عجبا ان ترى شابا يخطب امرأة ارملة لان ارادة الله والقضاء والقدر اقوى وهذه مشيئة الخالق،اما المرأة المطلقة وعلى الرغم احيانا من وجود مبررات لقرارها انهاء هذه العلاقة الا انها تبقى الجانية في كل احوال وتبدأ قصة دخولها معترك الافتراس في مجتمع منفصم الشخصية بشكل أوسع.........

انا واحدة من النساء اللواتي قررن أن يصبحن مطلقات، وحين يسألونني هل أت متزوجة؟ أجيب وبثقة عمياء لا مطلقة، اصبحت هذه الكلمة مفخرة لي لانها عنوان حريتي،م ن قال اليوم أننا نحن النساء بحاجة لمساعدة الزوج، شكرا للوضع الاقتصادي السئ الذي فتح المجال للمرأة ان تعمل لتعيل اسرتها في ظل وجود عجز مالي او احيانا تضخم في النفقات لا يترك خيارا للرجل الا ان يقول لزوجته هيا الى العمل، بل على العكس اصبحت اللامسؤولية عنوانا لبعض الازواج بحيث تصبح فيه المرأة رجلا وامرأة في ان واحد، عاملة خارج البيت وداخل البيت وربما عليها أن تقترض من البنك لشراء بيت او سيارة وتمضي سنين حياتها رهينة للبنك والاغرب من ذلك انه يسجل البيت باسمه وعندما تقرر خلع دبلة عش الزوجية، يبدأ الحديث عن العودة الى بيت اهلها،ليحضر عروسه الثانية على فراشها ...........

وقاحة تتكرر كثيرا في مجتمعنا، ازواج لا يفكرون حتى بدفع النفقة وبعضهم لا يطلب رؤية ابنائه، وانا اتساءل هنا هل هؤلاء اولاد عشيقة ام عاهرة، اليس هؤلاء الاولاد نتاج ليلة انس عاشها الزوج مع زوجه ولربما احبها بجنون في تلك اللحظة ،ثقافة اجتماعية بالية وقوانين مجحفة، اذكر انني طالبت في احدى الحلقات على صوت الشرق بأن يسن قانون تناصف الزوجة فيه الزوج نصف ما اكتسب بعد الطلاق، رد البعض هناك قانون شرعي، نعم انا معكم ولكن النص الديني يجبر الزوج على توفير مسكن للاطفال ونفقة مقدارها يحدد حسب دخل الاب، كيف لام وابنائها ان تعيش في ظروف الغلاء الفاحش الذي نعيشه بمئة دولار في الشهر للطفل وفي بعض الاحيان اقل.

ألا يريد الطفل مأكل ومشرب وملبس وفواتير الكهرباء والماء والهاتف والمواصلات ومصروف شهري ليعيش في الحد المعقول،واعتقد ان الدين لا يعارض وجود محكمة عائلة يحق للزوجة حينها ان تلجأ للقانون المدني في حالة شعورها باللانصاف في القانون الشرعي،فحدود الدين في هذه القضايا محدود ولا تستطيع المحكمة الشرعية فحص مقدار الاموال التي جلبتها الزوجة للاسرة وكذلك الزوج ليتم عمل تصفية ، فما المانع من تأسيس محكمة مدنية على الاقل ينصف الطرفين والاطفال.

في بعض الاحيان يريد الزوج انهاء العلاقة قبل الزوجة لانه ايضا لم يعد قادرا على احتمال معاناة شراكة فاشلة،ولكنه يخطط ويدبر الطريقة التي من خلالها تبرئه من كل شيئ مقابل الطلاق،وبعضهم يذل زوجته ويضربها ويهينها او يجعلها معلقة لا زواج ولا طلاق،حتى تخرج عن صمتها بابراء مقابل"راحة البال"،وهنا الا توافقوني الرأي في هذا الظلم الانساني لمجتمع شرقي يجب ان يخرج عن صمته الكاذب والمنافق بصورة مزدوجة،هذه الزوجة التي لربما اضاعت سنين من حياتها وهي تعمل وتنفق ويستهلك جسدها لمتعة الزوج وراحة الابناء،واعصابها التي تدهورت نتيجة سلوكاته ونزواته وعصبيته،وروحها التي قتل فيها حب الحياة لتأتي وتبرء وتعود الى بيت اهلها بخفي حنيني ولربما بدونهما ايضا....

متى ستنقذ المرأة المطلقة من كل هذا،متى سيصبح القانون رادعا لظلم الزوج الطليق مقابل امرأة تختار حريتها ململة جراحها وساكنة في داخل ابنائها اما وابا محاولة تعويضهم مصيبة أبيهم.

فكرة راودتني واضحكتني....أذكر كم كان يوم عرسي رائعا في أفخم فنادق القدس وكان مهري اكثر من العادات بكثير وكان اثاث بيتي افخم الموجود، كل هذا كان مقابل الزواج،كم هي نظرتنا الشرقية سطحية وتافهة،مؤسسة الشراكة أسمى من كل هذه الماديات لان عواقب إنهائها حرمان وانتقام.

والضحية فعلا الزوجة والاطفال.

يجب تعديل القوانين يجب تعديل القوانين.
ميساء أبو غنام - القدس

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى