الأربعاء ١٦ آب (أغسطس) ٢٠٢٣
بقلم وفاء كريم

ابنة الحقيقة

أتيتُ منْ نهاياتِ الطريقْ
أنَا إبنةُ النهاياتْ
ربمَا تبحثُ عنِّي بدايةٌ مَا
فِي مكانٍ مَا
فِي زمنٍ يجرُّ وراءهُ
عربات الوهمِ
لكننِي صرتُ
أقطنُ بعيدًا فِي
عزلتِي
وحنجرتِي مسكونةٌ
بوجعِ الناياتِ
أنَا إبنةُ الغاباتْ ..
وبذرتِي فِي باطنِ الأرضِ تنتظرُ
أنْ ترَى وجههَا
علَى مرايَا
حباتِ المطرْ
انَا ابنةُ المطرْ..
لِي فِي البحرِ مراكبٌ
محملةٌ بالجنونْ
لَا تحملُ ضغينةٌ للرياحْ
حينَ تجرِي بمَا
لاَ يشتهِي النسيانْ
وتعودُ بالذكرياتِ الَى الحياةِ
انَا ابنةُ الحياةْ ..
لمْ أسلمْ بعدُ
للموتِ بطاقةَ هويتِي
ورغمَ ذلكَ تمرُّ كلَّ يومٍ
جنازتِي فِي
قصيدةٍ
انَا ابنةُ القصيدةِ..
ولمْ أبعْ صمتِي
مقابلَ الضجيجْ
انَا إبنةُ الضجيجْ
ماتَ السكونُ علَى يدِي
و انَا أبحثُ عنْ لغةٍ
لا تلمُ أطرافهاَ كلَّ مساءٍ
لتدخلَ دهاليزَ الأسئلةِ المظلمةِ..
انََا إبنةُ العتمةْ
وقدْ يبحثُ عنِي الفجرُ
ولا يجدنِي..
مازلتُ عالقةٌ هناكَ
فِي ليلٍ طويلٍ
لأعيدَ تفسيرَ
ذاتَ الحلمِ القديمِ
لعلِي اعودُ
الى وجهِي الضائعِ
وأخرجُ منْ مرايَا تلعننِي..
وأمسكُ بظلِي
الهاربِ
منَ العدمِ
انَا ابنةُ العدمْ..
ولَا شيئَ يشبهنِي
لستُ في قائمةِ الآتينْ
ولَا فِي قائمةِ الراحلينْ
ولَا أثرَ لإسمِي
علَي شجرةِ الأنبياءِ
المباركةْ
ولَا فِي أساطيرِ الأولينْ..
تأخذنِي عيونُ المغادرينْ
ولَا
تعودُ بِي عيونُ العائدينْ..
وتضيعُ دمائِي
بينَ الآلهةْ
انَا ابنةُ الالهةْ ..
أورثتنِي
ذاتَ الغرورْ
وذاتَ الكبرياءِ ولمْ
أبتعدْ خطوةً
عنِ الموتِ ..
ولمْ أقتربْ خطوةً منِ الخلودْ
معلقةٌ منْ اساطيرِي
علَى
سراطٍ مستقيمٍ و
وأسئلتِي ثقوبُ رصاصٍ
طائشٍ علَى جسدِ
الحقيقةِ ..
أنَا إبنةُ الحقيقةْ ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى