مهمشو السلطة، وثوراتهم في تاريخ المغرب الحديث
صدر للباحث زين العابدين زريوح عن دار الأمان بالرباط وبدعم من وزارة الثقافة كتاب يحمل عنوان: "مهمشو السلطة وثوراتهم في تاريخ المغرب الحديث"، والذي عمل الباحث من خلاله على طرح إشكالية المهمشين في تاريخ المغرب، ورصد مختلف فئاتهم ومكامن التهميش في علاقتهم بمنظومة السلطة، والمنحى الذي أخذته هذه العلاقة، وكذا الحركات الاحتجاجية والثورات التي قادها هؤلاء المهمشون أو انساقوا وراءها في سبيل مواجهة إقصاء السلطة، وذلك من خلال نموذج تاريخي مهم يرتكز على دراسة وضعية هؤلاء مع سلطة الجزء الأول من الفترة الحديثة، والذي شهدت فيه البلاد مجموعة من التقلبات والأزمات الداخلية والخارجية التي أثرت على الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأحدثت تطورات مصيرية في تاريخ المغرب.
خصوصا مع توالي الصراعات الطاحنة بين مختلف الفرقاء السياسيين الذين تصارعوا حول السلطة، وتزايد حملات الغزو الإيبيري واحتلاله لمجموعة من الثغور الساحلية، وتوالي الكوارث الطبيعية التي عصفت مرات متكررة بالساكنة والمقدرات. وهو ما يترافق بالأساس مع بدايات الدعوة السعدية واستقرارها في الحكم إلى غاية انهيارها انطلاقا من سنة 1510م إلى غاية سنة 1659م.
زيادة على أن التهميش تجاه فئات الطبقات الاجتماعية الدنيا كان ممارسا من قبل السلطة الحاكمة بكامل أجهزتها ومكوناتها، ولذلك تم ربط وضعية الإقصاء التي تعرضت لها هذه العناصر في علاقتها بأدوات الحكم. لاسيما أن هذا المجتمع لم يخل من تفاوتات طبقية واجتماعية وكذا من مظاهر الإقطاع.
الباحث حاصل على الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة وعضو الاتحاد الدولي للمؤرخين، متخصص في التاريخ المغربي الحديث وتاريخ المهمشين ومهتم بالتاريخ العثماني له مجموعة من المؤلفات والمقالات والمشاركات العلمية وطنيا ودوليا، وحاصل على جائزة المركز الثقافي الآسيوي للتفوق العلمي في الوطن العربي لسنتي 2018 و2019، والمدعومة من طرف عدد من الهيئات والمؤسسات العلمية العالمية.