الاثنين ٢٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٩
بقلم إبراهيم بديوي

أنا وإبليس

أتظنُّ يا إبليسُ أنَّكَ تَنطَلِي
فبكلِّ لونٍ تَسْتَبِينُ
وتنجلِي
إنِّي أراكَ وقد عرفتُكَ حاقداً
مُستكبراً تزهو بنفسِكَ
تعتلِي
وأراكَ حينَ تقولُها يا ليتنِي
ما كنتُ إبليساً عديمَ
الموئلِ
إنِّي قديماً كنتُ مِثلكَ أيأسُ
فسمعتُ ربِّي إذ وقفتُ
بمَعزِلِ
إذ قالَ يا من أسرَفُوا لا تَقنَطَُوا
من رحمتي وتقرَّبوا
بتبتُّلِ
أتظنُّ أنَّكَ تستطيعُ غِوايتي
إنِّي على ربِّ العبادِ
توكُّلي
مهما تكاثرَ من ذنوبي تُغتفَر
فاليأسُ حتماً قد أصابَكَ
تصطَلِي
وتقولُ كيفَ لهُ بها إذ تنمحي
ذلَّاتُ ذاكَ الآدميِّ
المُوحِلِ
ياحسرَتي أَوَكلَّما أوقعتُهُ
بحبائلي فيؤوبَ مثلَ
الأوَّلِ
ما بالُ ربِّ العالمينَ أحاطَهُ
بملائِكٍ يتعاقبونَ
بِسَلسَلِ
قد كنتَ يا إبليسُ يوماً بينهم
للَّهِ تخضعُ طائعاً
بتذلُّلِ
إذ كنتَ طاووسَ الملائكِ عابدَاً
فزللتَ كِبراً ساقطاً
للإسفلِ
أنتَ الَّذي اخترت العداءَ وقلتَها
فلإن تُأَخِّرنِي ليومِ
المَحفَلِ
فلأسعينَّ بكلِّ عزمٍ طاعناً
في نسلِ آدمَ بالهوى
ذا مِعوَلي
وبجنَّةِ العلياءِ قد أغويتَني
قدراً بأمرِ إلَهَنا
المُتكفِّلِ
فهبَطتُ للأرضِ التي هى مَنشأي
أعمَرتُها وجعلتُ فيها
مَعقِلي
أخرجتُ منها غَوْرَها وكنوزَها
وجعلتُ فيها الليلَ صُبحاً
إذ يلِي
أرأيتَ يا إبليسُ كيفَ لطِينتي
بالعلمِ ترقَى للسَّما
بِتَفَضُّلِ
أرأيتَ أنَّكَ نارُ حِقدٍ أُضْرِمَت
فتكادُ تأكُلُ بعضَها
بتَمَلمُلِ
نازَعتَ ربَّكَ في رداءِ جلالِهِ
أنَسِيتَ قدرَ المُنعمِ
المُتَفَضِّلِ
في قولِ كافٍ أدركَتْها نونُها
أمرُ القديرِ كلمحِ عينٍ
تَجْتَلِي
ربٌّ عظيمٌ قاهرٌ هو غافرٌ
فكذاكَ في قُرآنِهِ
المُتَنَزَّلِ
البحر الكامل


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى