أنا لي فمي ولك العباره
قفها على شفتي شاره
قفها على عسل الهوى وأنا أشير إلى المراره
قفها على كتم المحـب لحبه وأقول ناره
قفها على خد الحبيبة ماس تيها أو نضاره
وأنا أحدث عن توهج جمره حكت احمراره
يا شعر يا طفل المجاز ويا رضيع الاستعاره
يا ثوب وهم ألبستنيــه السنين على غراره
يا بيت أشباح كبر ت به بلا جار وجاره
هات اعتصر كأس الخيال وعبّ منه إلى القراره
واثملْ تطف بك مرقلات البدو في طرق الحضاره
من كل طالعه من التاريخ لم تنفض غباره
أم الحوادث والمعارك والملاحم والاثاره
جمعت إليك المجد من أطرافه غزوا وغاره
وبنت جماجم أهلها عرشا وأعلتها عماره
صفق لها وانثر عليــها ما تشاء من النثاره
تجد الدماء كنايه عن وردة أو جلناره
والخيل غزلانا نفرن وصبيه في حضن حاره
وترى السيوف فما تبســم تارة وأضاء تاره
** *** **
يا شعر يا شفة الغبار المر يا نبض الحجاره
كن مره أولى صدى للحب يصدح في مغاره
من دون تلميح لأمــجاد الفتوح ولا إشاره
لا ترتكب غير السلام له حديثا أو بشاره
قل كيف كان الجوع ممــلكه له واليتم داره
أو كيف شد على السماح رداءه وطوى إزاره
يده سماء مودة وجبينه للحب داره
فإذا حننت إلى حديـث السيف أو لغه الجساره
قل لو تشاء بوجنـتيــه دم القلوب المستثاره
يا شعر حسبك أن تراقص كل يوم في إماره
أو أن تغني قزم ممــلكه وتنشده انتصاره
يا قادرا أنساه ترقيص الملوك له اقتداره
كن وحدك الجبار تكســر كل ما تنوي جباره
وأشر إلى عفن الرؤوس مفليا دود الحقاره
قل لا يكن دم أهلنا الشهداء سوقا او تجاره
وحذار من دمع اليتيــم يباع ربحا أو خساره
هذي مقابرنا التي أعلت لكم عرش الوزاره
هي برلمان الشعب يعلن بالدم الزاكي قراره
يا شعر قل لا خير في موقودة تخشى شراره
لاشيء أروع من ضميــر الحر يرفعه مناره
الأربعاء ٢٥ آذار (مارس) ٢٠٠٩
