الثلاثاء ١٢ آذار (مارس) ٢٠١٣
بقلم
أنا الكوشان
غداً سنقص قصتناوكاملةكما في الأمس قد قصوا روايتهموناقصةفقد قصوا من الأحداث حبكتهالكي نأتي إلى الذروةونحن نغوص في دمععلى الجزار يذبحنافقد ذرفوا على المغدور يوسف دمعة حراوفيهم ذئبهم يبكيعلى غنماتنا نهراهنا في البئر ألقوا حلمنا الغضاوقالوا: يكبر الأطفال، ينسون روايتهموكل شيوخهم تذويوتنسى الأرض زعترهاوتنسى اللوزة الزهراوعين الماء تصبح نُصب ناثورةيرش رذاذها السياح بالعطر الحضاريوتنسى أنها كانتبروث عجولنا أحلىمن السكرهنا قالوا:نغير "زمّرين" فتصبح "زخرون"فينسى كرمها دمنافيعصره، يعتقهنبيذا سوف يشربهوفي الملهى الذي تعلوه مئذنةسكارى من بلاد "الزنج" و"القفقاس"فيسكر بحر قيسارياولا تغنم بالآذانهنا قالوا: نسجل جامعا لله في ملكية الغاىبونفتح فيه خمارةونجعل دير "إقرتَ" خربة، مرعىلثور قطيعنا السائبهنا قالوا:هنا أرض بلا شعبلشعب غير ذي أرضسنبني دولة الحضرعلى حلم الفلشتيين والغجرعلى الأنقاض نبني دولة الفولاذ، نصقلها"نُچَلڤِنُها" فلاتصدأونطمر كل بئر قد سقت طفلافينساها وتنساهونقطع دابر الصبار والزيتونونرمي قطعة نقدية في كل حفريةفنثبت أننا كناوقبل الغير نملك صك ملكيةمن اللهومن مستودع الآثاروأن حديد مفتاح الفلسطيني في "الوحداتِ" مخترع ومبتدعوحتما تصدأ الأقفالوأن حصان درويش الذي ما زال سُنْبُكُهيدك الأرض ليس حصانه العربيوأن رفيقه غسان لم يلمس ثرى حيفاولم يعُدِولا عكا أفاقت يوم مولدهعلى شمس فلسطينية المقليدق رجالها الخزان في غضبهنا قالوا:وعكا تصبح "عكّو"فيقمأ جامع الجزاروينحسرُويهرب في نوى الإعصارمن البحر إلى البحرويغرق في ثرى الوحلولكنا نذكرهمفعكا لا تخاف البحر في العلنولا تخشاه في السرولو خشيته ما نامتعلى فكيه منذ بداية الفجرهنا نسي الغزاة مصير "سنحاريب""وكورش"ثم "هيرودس"وأن مزابل التاريخ قد طفحت بمن ظلمواوأن الأرض ميراث لعاشقهاوحارسها من الأغرابوفاديها وحاملها بعينيه،ببؤبؤه وبالأهدابأنا لم آتِ من أصقاع سيبيريا بزلاجةولم آت إلى وطنيعلى فيل من الحبشةولا من قلب ’واشنطون"بدبابةولا حتى بثلاجةأنا لم أنج من حمى "تريبلينكا"لأنقلها إلى يافا، إلى عكاأنا لم أحضر "الأولبان"لكي أتعلم اللغة الأراميةلأثبت أنني كنعانأنا حممت في يافاملايين الشموس بساعة الغسقأنا جسدي بلحم الأرض مجبولدما بشقائق النعمانأنا عمدت عيسى في شرايينيوأسرى الله لي بنبيه ليلاوعوذني من المكروه بالفلقأنا لن أنبش الأجداث أقصد صك ملكيةلأني دونما وعد ولا برهانأنا الطابوأنا الكوشان