الأحد ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم مالكة عسال

أبجدي في حقائب الهلع

أوغل في أدغال الأبجدية
أشيد من توتها صرحا لا يفنى
بدررها أوشح طنافس الأيام
لتتدلى من أفقي
نواقيس تجلجل نشيدا
تمطرني بجنات عدن
فأتخير الأشهى
من أتعابي أدفن الأشقى
التهمت الليالي .ألعق سطول الحروف
أرمم الصدوع ببلازما
أعصرها من دمي
حملت سراويل الأيام
أبحث في جيوبها المثقوبة عن كمادات
يتسربل كل شيء
الحقول الشهية ينخرها الخلل
خلاياي تخربها المساءات
الصباحات
تهوي نحو السفوح الرابضة
في تشنج
يهبط القمر بإحساس معطوب
فتنتفخ تحت جلدي الكآبات
تمدني بقوارير فارغة
بعجاجها ترمي مقلتي
نار العطش تقتل نزعاتي
فيندك الأيك المثمر
أليس لك يا عالم مداخلة؟
بين يدي عمر وقفت أنا والزمن
أبث الشكوى ينصفني
أو يحرق على هامتي غصة الحروف
العيون مغمضة
الآذان صماء
القدر كغرفة المشرحة
بين الحلم والحلم
يخط بالمماليق وعكات
بصرختي يا عمر
أزف إليك مكتوياتي
رصفتها في جوارب عمري نياشين
آل لي أن أبذرها اليوم في الأحواض فراشات
فصدني! الزمن بحاجز النار
بنعله التعس صفعني...
سؤال انتفض كالضابط:
ما المأمول؟
منبع أغرس فيه طينتي
كي لا تجف مدني
واليابس من الأحلام
في الحقول البئيسة يخضر...
كلمات شاحبة
في كل ثقب دقت المسمار
نحن قلنا الكفاف والعفاف
وقمصان الحروف المطوية في حقائب الهلع؟
ضعها تحت الوسائد تميمة
أبيع نفسي في سوق النخاسة كما تباع الذمم
أم أنتظر مصاص الدماء
يدسني في بطنه حشرة ضارة؟...
بين الضحى والأصيل
يتصاعد الأمل فقاعات
تتمزق ورقة القبول
والكراسي تتخشب جسامتها
أنصفيني أيتها الأيام أو أضمريني
أهي الحياة من مشاجبها
يتساقط الإنسان في ترع منبوذة؟
لم الإنسان أمسى اليوم خرقة بالية
في حبره يستكين فيروس الفراغ؟
أهكذا
حين ينشف الينبوع الوارد
ينشر بني آدم خرافة ؟
أليس لك يا عالم مداخلة؟
قال عمر:
عجينك المدلوك في عهارة الوقت سيختمر
فحين تولي العقبات للأحدب ظهرها
تشرق أيامك من تحت الظلال فتية...
.......انتابني الثغاء
على نواتئ الصخور أجرجر دمي
لأخرج من التين حمض الغد..
! مزقت من جلدي لا فتات الرفض
بين المغص والمغص علقتها على الجرح
م ن عطانة المرائر
دونت في صيحتي وجع أفق محتكر
لأستنهض من لفافة معدني
جذورا تنز نبضا
أخترق صلابة الوقت
فأعيد ترتيب أيام طلاؤها نحيل
في محلول حار منصهرة
لكن المخافر تترصدني
تداهمني في حنث
تتقمص شخصية المربي العظيم
جلادها بلدغة الكورباج
ينتحر في جسدي
فيستعذب اللحظات
والحياة
تبقى بسلوكها المخترم
تملي علي ملابساتها
في عمايتها سادرة
تغرقني في لجة عاتية
أليس لك ياعالم مداخلة؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى