المائدة البيضاء ٢٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز ١-كان الليل هادئا، مضطجعا بفناء المنزل العريض يداعب شجرة التين، تلك العجوزالطاهرة التي غالبا ما ينام في أحضانها طائر الدوري المشاغب.. أما الساهر فكان يجلس على كنبة بزاوية صامتة.. يسترق أضواء (…)
مجنون البحر ٨ نيسان (أبريل) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز شلت حركته وهو يقف وجها لوجه أمام المارد الأزرق.. واستحوذت عليه الفكرة الشاذة، فتقلصت يده اليمنى وهو يحاول جاهدا كبح جماع رغبته في صفع «الشرطي الساخر»، حدجه هذا الأخير بنظرة ثاقبة فاختل توازنه (…)
رحــلــة ... ٢٧ آذار (مارس) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز الرحلة الأولى : ... ضباب خريفي .. بحر يتثاءب .. القمر شاحب .. الحاضر محاصر بالأسئلة ..عيون بلون الجمر ترقب من الأرض، من السماء...السماء حبلى بالغيوم .. الغيوم ترفض البكاء .. ترفض الضحك .. «ش» و (…)
أقصوصتان ٢٣ آذار (مارس) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز شـبـاك كانت عيناها تلعقان وجهه .. تدغدغان قفاه، تتنزهان في حبات دمه، وكان هو يتيه في مجرة عينيها الساحقتين ويضيع في ظلام بلون الخمر، ليضيع أخر خيط يشده بالمحاضر .. والزملاء .. والمدرج فقال لها (…)
حكاية نورس رحالة ١٧ آذار (مارس) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز ليس بعالم أحياء ولا هو بمتاجر في الطيور الموسمية، وإنما هو عاشق ابتلي بعشق زرقة السماء وأهل السماء .. لا يتبرم من وضعه المتخشب حتى وإن ظلت عيناه معلقتين بالأفق ساعات طوال. كان في هذه اللحظة (…)
أنيــن ١٢ آذار (مارس) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز كان يحمل وردا وماء كعادته.. باقة من طيف الخريف تفرخ براعم صفراء.. وقنينة ماء معدني فقد صفاءه قليلا نظرا لطول الرحلة.. زرع الباقة على يمين المريض.. أمطر الماء عن يساره.. ابتسم المريض كعادته.. ابتسم (…)
حكاية بومة شهباء ٣ آذار (مارس) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز نهض بهدوء وفتور مسرفين، فارتعش العكاز بيمينه وحالما استقرت قدماه على الحصير حتى ارتطمت مؤخرته من جديد بالكنبة المحشوة بالتبن ليعود مرغما لوضعه الأول .. يعيد الكرة ثانية، وثالثة .. فكان يصدر عنه (…)
صبح شتوي ١٠ شباط (فبراير) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز انطلق لا يلوي على شيء.. بوجه بدا ميتا وشمته رقعة كبيرة صفراء.. وشعر أشعت فقد ليونته ولمعانه الأصيل .. عيناه متحجرتان، وقدماه تأبيان الإلتصاق بالطين المبلل بمياه فرت من مجاري مظلمة .. الصبح مازال (…)
رجل من ورق ٣ شباط (فبراير) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز ١. أخذ يطوف الشوارع.. في رأسه تتصارع قبائل.. ومن ذقنه تطل دبابيس صغيرة سوداء.. عند قدميه يلمع زوج حذاء زوجته، تنتشر على حافتيه بقع من الحناء.. في عينيه يعشش عصفور قلق روعه زئير البنادق، وبين ثنايا (…)
مواء وتغاريد ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠، بقلم زهير الخراز يحتضن القفص بين يديه.. يتأمل طائره مليا.. يصفر له.. يغني له.. يلقي على مسامعه أشعارا.. ثم يرقص له. العصفور الصغير ينزوي في ركنه الصغير..يطل من وراء القضبان.. يتأمل شاعره في شرود، ويلزم صمته (…)