سانتـــو ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢، بقلم زهير الخراز كانت تجمعه بهم سفينة صيد إسبانية لم تزر اليابسة منذ ثلاثين يوما.. في العشرة أيام الأولى بدى لهم نشازا وغريبا ببشرته الداكنة، التي لفحتها شمس الجنوب، وكذا شعر ذقنه الكثيف، الذي لم تقبله موسى (…)
ظل امرأة ٣١ تموز (يوليو) ٢٠١٢، بقلم زهير الخراز هكذا كانوا يستشعرون مقدمه... من همسه المنفلت..من شخيره المتعب..من صخب خفيه وهما يكنسان الأرض..من رائحة السمك التي ترافقه أينما حل وارتحل.. ومن ظله الأعوج وهو يسابق هيكله الخيزراني.. فترقص قلوبهم (…)
حصان من قصب ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٢، بقلم زهير الخراز ...حينما رأيته لأول وهلة حسبته شخصا غريبا يحل بمنزلنا.. كان أسمر اللون ونحيفا، لا هو بالطويل ولا هو بالقصير، وكان وهنا، وشبابه يوشك على الرحيل، وعندما اقتربت منه أكثر، لاحظت تعبا كبيرا يحفر (…)
مشهد احتضار ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١، بقلم زهير الخراز كان قد أضرم لتوه النار بتبغ غليونه حينما رمقها تسقط داخل ما يسميه هو بحوضه الأخضر .. تأملها وهي تتخبط في الحوض لبرهة، ثم تابع تصفحه لجريدته الصباحية... قبل وقوع الكارثة تنبأ مرارا أنها ستكون (…)
قلب من حجر ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١، بقلم زهير الخراز مشهد احتضار كان قد أضرم لتوه النار بتبغ غليونه حينما رمقها تسقط داخل ما يسميه هو بحوضه الأخضر .. تأملها وهي تتخبط في الحوض لبرهة، ثم تابع تصفحه لجريدته الصباحية... قبل وقوع الكارثة تنبأ مرارا (…)
أجمل جرو في المدينة ٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١، بقلم زهير الخراز سال لعاب الطفل وهو يتأمل الشاحنة المدججة بالرغيف الطازج وهي تمر من أمامه مثل سهم مارق..انكمش في قميصه الرث، ثم انزوى من جديد في ركنه العطن... سالت حلمات أثدائها وهي تشتم رائحة جوع يسكنه منذ زمن (…)
درس الإحسان ٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١، بقلم زهير الخراز ينطلق الطفل الصغير ليبتاع «العطوس» لوالده كعاته.. يصادف في طريقه شيخا ضريرا يتسول..يتذكر درس الإحسان الذي لقنتهم إياه مدرستهم منذ أيام..يدس النقود في يد الضرير،ثم...يقفل عائدا إلى أسرته متوقعا (…)
هلوسة ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١، بقلم زهير الخراز لما هدهم التعب والجوع والعطش.. ولما كانت شمس تموز قاب قوسين من رؤوسهم العارية.. ولما كان البحر يمتد أميالا لا متناهية من تحت مركبهم الضال.. فقد قر قرار البحارة السبعة على سلب وميض من الأمل، من (…)
رجل جدتي ٥ تموز (يوليو) ٢٠١١، بقلم زهير الخراز فوانيس شاحبة، مزكومة، ترشح بماء المطر.. يحتل عريها طبقة من الصدأ وقطع من الليل.. معلقة على جدران واطئة.. عارية..سافرة الملامح..إلا من بقايا نيلة وجير وكأنه البرص..تحدث فوضى عفوية ولذيذة على امتداد (…)
لوحات خفية ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠١١، بقلم زهير الخراز كان الرواق يعج بالعشرات من الزوار والمريدين، يتوسطهم رجل بدين استطالت لحيته حتى أسفل بطنه.. يرتدي ثيابا مزركشة بألوان زاهية .. تتدلى على صدره سلاسل وأغلالا، وكان يسد ثغرة فمه سيجارا كوبيا ضخما.. (…)