وحدك لم تزل حيا
يَحـيَى
وخَلفكَ كُـلُّنا زَكَريا..
نَرِدُ الليالي سُجَّدًا وبُكِّيا
أَقْسى من الموتِ الحياةُ
إذا بَدَت في عينِ صاحبِها الغَيُورِ
بَغِيَّا
لَما رَأَيْتكَ ناظرًا نحوَ السَّما
أَبْصرتُ فيكَ نُزُوعَكَ العلوِيَّا
لمَّا رَأيْناكَ ارتَمَت أَحلامُنا
صَرعَى.. وضايَفْنا أَسًى لَـيْلِـيَّا
لا شيءَ غَيرَ الدمعِ والكلماتِ نَملكُهُ
وكُـلٌّ قالَ: خُذْ عَيْنَيَّا
لِتَرى عُلُوَّكَ مِثلما يَبدُو لنا..
ونُعِدَّ مَوتَكَ، بَعدُ، تَمْثيلِيَّا
لا تَغْفُ يا يَحيَى فإنَّا هاهُنا..
شَجَرٌ يُقَطَّعُ بُكْرةً وعَشِيّا
لا تَغْفُ يا يَحيَى _تقولُ رصـ ـاصةٌ_
لم تُـرمَ بَعدُ وتَرتَجِيكَ رمِيَّا
قُمْ يا جِدارًا قد عَهِدتُكَ رافِعًا سَقفَ الليالي أن يَخِرَّ عَلَـيَّا
أَكرمتَ مَـ ـوتَكَ حينَ جاءَكَ سَائلًا..
ورَدَدتَهُ مُتَهَلِّلَا مَرْضِيَّا
أَبَواكَ لا بُـدَّ الشجاعةُ، والتُّـقَى..
ولذاكَ كانَ المَـ ـوتُ كَـنْعانِـيَّا
تَعلُو وخلفَكَ أَلفُ ألفِ حَمامةٍ..
وكأنَّ مُنْتظِرٌ لِقاكَ نَبِيَّا
أَرثِيكَ؟
كَيفَ!
وكُلُّنا مَوْتى ووَحدَكَ لم تَزَلْ في كلِّ قَلبٍ حَـيَّا