

هل مات محمودٌ؟
إلى روحه الثائرة..محمود درويش
هَلْ مَاتَ مَحْمُوْدٌ؟ فَذِي الأَرْوَاحُ | وَقَضِيَّةٌ حُبْلَى هُنَا سَتُبَاحُ | |||
(رِيْتَّا) تُصَلِّي، وَالخَدِيْجَةُ أَغْلَقَتْ | أَبْوَابَ مَنْزِلِهَا، فَلا تَرْتَاحُ | |||
وَدَمٌ لأَحْمَدَ قَدْ بَكَى، وَضَفَائِرٌ | تَشْكُو زَمَانَاً بِالغَرَامِ يُزَاحُ | |||
وَالعَازِفُ المُتَجَوِّلُ الأَسْمَى غَدَا | غِيْتَارُهُ يَبْكِي، وَصَاحَ سِلاحُ | |||
الشِّعْرُ في هَذَا المَسَاءِ كَقَهْوَةٍ | وَالكُلُّ في فِنْجَانِهِ نَوَّاحُ | |||
سَرْحَانُ في الكَافْتِيْرِيَا، أُمِّي، أَنَا | يَافَا، وَحَيْفَا وَالهَوَى المَدَّاحُ! | |||
قَدْ مَاتَ مَحْمُوْدٌ، فَيَا شِعْرُ اشْتَكِ | إِنَّ القَصَائِدَ لِلمَنُوْنِ وِشَاحُ | |||
كَمْ حَنَّ لِلأُمِّ الَّتِي ابْتَعَدَتْ! وَكَمْ | غَنَّى لِمَنْ خَبَزُوا الهُيَامَ وَرَاحُوا! | |||
وَكَمِ اشْتَكَى مِنْ عَالَمٍ حُلْوٍ غَدَا | وَطَنَ السَّوَادِ، فَنَاحَتِ الأَشْبَاحُ! | |||
يَا أَلْفَ أُغْنِيَةٍ، وَأَلْفَ مُقَاوِمٍ | هَلْ يَخْتَفِي مِنْ بَعْدِكَ التُّفَاحُ؟ | |||
هَلْ يَخْتَفِي اللَّيْمُوْنُ وَالطَّرْخُوْنُ؟ هَلْ | يَا سَيِّدِي تَنْسَى النِّضَالَ جِرَاحُ؟ | |||
مَرِضَ الفُؤَادُ فَفِيْهِ أَلْفُ مَدِيْنَةٍ | تَعْرَى لَهُ، وَمَدِيْنَةٌ تَجْتَاحُ! | |||
فِيْهِ الهَوَى، وَقَبَائِلٌ عَرَبِيَّةٌ | فِيْهِ الرَّسُوْلُ، زِيَادُ، وَالسَّفَّاحُ | |||
فِيْهِ الطَّرِيْقُ لِعَوْدَةٍ تُقْنَا لَهَا | وَقَصَائِدٌ أَلْفٌ، هَوَىً، وَصَلاحُ | |||
أَرْضَاً فِلَسْطِيْنِيَّةً أَمْسَى، وَلَنْ | يَنْسَى العُرُوْبَةَ عِنْدَمَا يَرْتَاحُ | |||
فَعَلامَ نَبْكِي وَالدَّرَاوِيْشُ اهْتَدَتْ | في سِجْنِ صُهْيُوْنٍ، وَزِيْدَ سَمَاحُ؟ | |||
وَلِمَ العَزَاءُ عَلَى شَهِيْدٍ زُعْزِعَتْ | في حَرْبِهِ العَبَرَاتُ وَالأَتْرَاحُ؟ | |||
هَلْ مَاتَ مَحْمُوْدٌ؟ مُحَالٌ، فَالرُّبَا | فِيْهَا الخُلُوْدُ لِثَائِرٍ، وَصَبَاحُ! |
إلى روحه الثائرة..محمود درويش