

نصوص قصيرة «من يوميات الحرب»
يمهل الموت ولا يهمل
نحمد الله في كل يوم نستيقظ فيه على فاجعة لم تصبنا!نهنئ من يعود إلينا بنصف أطرافه (سالماً) من الموت!ونودع من يودّ أن يقطع شارعاً لقضاء حاجة ملحة!ونقدم النصيحة لشاب يتباهى بقضاء حاجتين في يوم واحد!(لا تسلم الجرة في كل مرة) .. يمهل الموت ولا يهمل!
في حضرة العاصفة
نقاوم بقدرتنا على التخيل .. بحاستنا السادسة ْ!هذا الطريق لا يفضي إلى المقبرة، إلا إذا استطال ظلكإلى أبعد من قامة الخوف الذي يرافقك!وهذه النافذة لا تطل على الموت، ما دام الجنودمنهمكين ـ على بعد نافذتين ـ في حل الرؤوس المتقاطعة!مطر، مطر .. غيمة واحدة تكفي لتشييع الشهداءفالطائرات تخشى أن تحلق مثلنا .. في حضرة العاصفة!
دلالة
أن تحمل نعشاً في جنازة تعثرت بها في طريق عودتكإلى ما ينتظرك من دمار وخرابدون أن تعلم أن صاحب النعش الذي تحمله .. أخوك أو أبوكلا يعني شيئاً بقدر ما يعني أنك فلسطيني حتى النخاعفاقرأ على روحك الفاتحة!
نبوءة
إذا قرأت (الفاتحة) على روحك سلفاًعشر مرات في اليوم لأن عشرين موتاًضلوا الطريق إلى قبرك المفتوح كعورة بارزةفاعلم أن ميتة فلسطينية في انتظاركتؤجلك وتخجل منك لأنك مثلها .. فلسطيني!
عظم الله صمتكم
يتيماً بلا كفين أشد بهما على صمودي الأسطوريعارياً بلا لحم يغطي ما تهشم من عظاميحافياً بلا قدمين .. حائراً أسير في جنازة العروبةلمن أقدم العزاء ؟ ولا أخوة لي ولا أصدقاء!!
لا فرق!
من مرفأ الألم في جرحي الجديد، تقلع أشرعة الحنينإلى صوتك الذي ينقض الوضوء ويبطل الصيام!في انتظار ما قد يسفر القدر عن غيابلا يليق بعاشق يكره الانتظارأتيمم برماد الذكريات، أصبر ولا أفطر رغم سقوطيكي أحافظ على طعم الحرمان في شفتيعما قليل ستمطر السماء على عطشي المدنس بالغياببغارة عشقية أو جوية .. لا فرق!
أنا وآخر هداياك
قد يفسرُ هبوط قلبي إلى الأرض السابعة
على إثر غارة عبثية قلعت أثاث البيت
وانقلعت، بعد أن فصّلت من خوفي أكفاناً
لمن سيموتون من بعدي إلى يوم القيامة!
ولكن ما لا يفسر هو اندفاعي اللامسبوق
إلى صندوقي الصغير لأطمئن على شالك الأحمر!
27_12_2008
سأغضّ الطرف عما سقط من شَعري خوفاًوسأغفر لكل طائرة تأرجحت على أحبالي العصبيةلكني لم ولن أغفر لهذا التوقيت الحربيالذي جاء في يوم كنت سأطرز فيهأشهى ما خلق الله من شفاه !
لو قُدِّر لي
لو قدر لي أن أعود إلى جسدي الذي سيقدَّم عما قليلوليمة فاخرة على مائدة الترابلو قدر لي ألا أكون فلسطينياً منحازاً إلى ما يتاح ليمن ماء وهواء تحت هذه السماءلو قدر لي ألا أسير على شارع الموت في تمام الساعةالثانية بعد منتصف القصف العشوائيلو قدر لي أن أتأخر قليلاً قبل كتابة البيت الأخيرمن قصيدتي الأخيرةلكنت سأقطف لحبيبتي من ذات البستان .. الزهرة ذاتها