

موسم العودة من الشمال
إلى الطيب صالح
"هكذا يجب أن تكون نهاية هذا البطل... في الشمال, الشمال الأقصى, في ليلة جليدية عاصفة, تحت سماء لا نجوم لها. بين قوم لا يعنيهم أمره.. نهاية الغزاة الفاتحين"
موسم الهجرة إلى الشمال.
مليكَ الشمالأَعدْهُ لنا الآنَحاملَ ختمِ النبوءاتِمرّرتُ كفي على نُبلهِفي كلامي سدىصوتهُ مدنٌ من نعاسٍوآنيةٌ من نحاسِ الصدىصوته عانقَ السروَوالطلحَجابَ انتظارَ البلادِوآنسَ في الذكرياتِصريراًلمصراع بابٍفأشعل أغنيةًفي الزوالْأعدهُ لنا الآنَمكتملاًتحت قوسِ الهلالومتئداًفي مراعي المحالومرتبكاًحين تسقط أفكارهُبين موج الكلامِويصغي لأحزاننافيَرى ما يقالْأعده لنا الآنَوجهاًتغيّره أمنياتُ الزجاجِونقشاً رخيماًعلى لوعةِ العاج ِ..ذكرى وعودٍ مهشمة ٍعن بلاد الثلوجِوعن موطنٍللبنفسجِوالبرتقالْأعدهُ لنا الآنلا ينبغي أن يُشرَّدَفي مدنِِ الوهمِوالسحرِأوينزويدون أن يبصر البرَفي البحرِأوأن يُرى هائماًفي مرايا المدىوالأسىوالهدىوالضلالأعده لنا الآنَأيامهُ حفنةٌمن حنينٍ مضيءوما كتَبَتهُ يداهندىيوقظُ العشبُفي الذكرياتمناراتهُمن رحيلٍ بلا وجهةٍوخطىً لجنوبٍ حزينٍيسافرُ مرتبكاًفي الشمالْأعدهُ لنا الآنلم أطرق البابَ..لم أتصفّحْ عطاياهُلم أتفحصْوراء زجاجِ السنينملامحَهُلم أقلْ لأبي: يا أبيإن هذا أخيرغم بعديكبرنا معاورويناشجيراتِ أيامناوجنينا الرضا في الصدىوحصدنا الحصىوالظلال
إلى الطيب صالح