لأكتب شعرا حزينا
فلابد من مطرٍ هادئ
في جوانب أمسيةٍ
كي أفجر في ذكرياتي
شوقا قديماً
لأقوال محبوبتي
أو أحن إلى صمتها
في طريقِ الرجوع
و لابد من مطربٍ عاطفي
ليأسى على سوء طالعهِ
في الغرامِ
و يبكي على صخرةٍ
فوق شط فسيحٍ
وينثر ألحانه
في رنين الكؤوسِ
و بين ارتجاف الشموع
و لابد من شجنٍ في المقاهي
و عابرةٍ تحت ليل قديمٍ
لتنبض في وحدتي نغماتي
و أمضي
إلى منزل فارغٍ
خلف نهر الدموع
و لابد من قمر حالم
يتناسى طفولته
و يغوص بغربتهِ
كي يمر شريداً
على مشهد لبيوتٍ
و أشجار سروٍ
مبعثرةٍ في حواف النجوع
و لابد من عتمة
أو شموسٍ
تحيط بلوحات صيفِ
و تلويحةٍ
من نوافذ منفى
و رفة ضوءٍ
على رجفةٍ
في ارتحال القلوع
و لابد من دقة لطبول خرافية الوقعِ
في مطلع الحربِ
لابد من كلمات معطرة برنين المآسي
و لابد من ألم و بكاءٍ
و من ألم و بكاءٍ
و جوع
و لابد من صمت محبوبتي في خيالي
و أشجانها تتكوم حولي
غماما
و تسقط مثل الأغاني
و مثل الأسى
قطرةً
قطرةً
في الضلوع