

مما قلته لأبي السنوار
من اين جئت ...
و أين تمضي يا تُرى؟
فالكل قد رقدوا ووحدك مَن سرى
والكل قد ناموا..
توسد صبحهم ليلاً ..
وترفض أن تنام .. لتسهرا
ها انت ترفض كل ظلم مر في هذي الحياة
فانت اكثر من يَرى
هبني يديك فكَم تعثر دربُنا؟
ولَكَم تسلقنا الرياح .. لنعبرا
ما زلتُ أذكر
كيف كان وجودنا الأزلي
يرسم ضحكتين على الثرى
ما زلت أذكر
كيف كنت تلمني في أمنياتك ... حين كنت مبعثراً
قمر على الأفق البعيد معلق
ولأنت اقرب ما يكون لنُبصِرا
ها أنت تفتح للغياب طريقه
فإلامَ يُغويك الغيابُ المفترى؟
هذي سماؤك بالغياب تلبدت
وبلا سماء قد أتيت لتمطرا
اعبر إلى ما شئت
إني عابر مني إليك
لكي أكون المَعبرا
قُم إن سقطتُ على يديك فضمني
وانسج لنفسك من دمائيَّ مئزرا
من أين يا أبتي سأقطف وردة أخرى
وشاطئك الأخير تصحرا
من أين والاشياء تفقد لونها
وانا كنجم آفل فوق العَرا
أطلق عصاك.. فأنت آخر طائر حرٍ
يحلق في البلاد الى الذُرى
فالأرض تعرفنا بأنّا أهلها
والمجد في هذا الوجود تسنورا
هذا أوانك أن تعود محملاً
بالغيم كي تخضَّرَّ آلافُ القُرى