الخميس ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦

معارض «دارة الفنون» .. البحث فـي اسرار الضوء

عمان ـ رسمي الجراح - افتتحت امس في الموسم الخريفي بدارة الفنون بجبل اللويبده ثلاثة معارض تصوير فوتفرافي للفنانه الاردنية جمان النمري وورسم للفنانة العراقية البريطانية تمار انوري وتجربة فيديو ارت واعمال انشائية وفوتغرافية للفنان المصري معتز نصر.

تتناول الفنانة النمري في اربعة وعشرين عملا من الحجم المتوسط وباللونين الاسود والابيض قيمة الضوء الذي بجترح في العتمة مشهدا بصريا عند انطلاقه من مصدره وترصد الفنانة النمري الضوء الذي يعبر الشقوق وينسل من بين الفتحات من نوافذ واباجورات وهي تحاول محاكاة فلسفة التحميل اللوني بين القاتم والفاتح والقاسي والناعم والفرح والحزن وكل العلاقات الزوجية المتلازمة والمتضاده.
وتقدم النمري لغة الضوء وبوحه في العتمة ومن جهة اخرى تحاول كشف جمالية العتم عبر التنوير في فضاءها الغارق بالسواد ، تؤطر الفنانة بعدستها ما يرسم الضوء على جسد العتمه وتلقائيا تنتمي الاعمال الى التجريد بما ان ريشة الضوء ذي خط مستقيم.

الى ذلك تعي الفنانة عبر التقاطاتها اين العلامات الفنية الجاذبة والمحققة للصورة الابداعية والجديده
وتقر بشكل صحيح التكوير عبر استمرارها في البحث وترقبها للضوء المتغير وللفنانه تجربه غنيه في مجال الغرافيك.

النمري مواليد الأردن العام 1974 حصلت على بكالوريوس فنون تشكيلية من جامعة اليرموك في أربد العام 1996 شاركت في دورة جرافيك تحت اشراف المركز الثقافي الفرنسي عام 2006، وفي دورة جرافيك تحت إشراف الفنان سفن روبرت، محترف المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، عمان العام 2002، وفي دورة جرافيك تحت إشراف الفنانة لين ألن، محترف المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة عام 2001 أقامت معرضها الشخصي الأول في المركز الثقافي الفرنسي عام 2005 ولها عدة مشاركات في معارض جماعية محلية وعربية من بينها معرض احتفاء بالفن التشكيلي الاردني المعاصر في جاليري 4 جدران عام 2006، ومعرض المصغرات في جاليري الاورفلي عام 2005، وبينالي القاهرة الدولي الرابع للجرافيك عام .2003 حاصلة على الجائزة الثالثة في مسابقة التصوير الضوئي الثانية، والتي نظمها المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة عام 2003.

الى ذلك تسوق لنا الفنانة العراقية المقيمة في بريطانيا تمارا نوري فكرتها عن الانسان وعلاقته بعالمه وهي تستخدم المواد المختلفة من الخيش والاحبار الصينية والاكريللك في اخراج فكرتها ومونتاجها بالصيغة النهائية والسطح التصويري عند الفنانة مساحة للتجريب الجريء في الاضافة والازاحة والكولاج في بعض الاعمال.
وتغني الفنانة السطوح بتراكم الطبقات واختيارها الصحيح للالوان المنسجمة واجتراح المساحات وتشققها في حين ان الراس الادمي البورتريه حاضر وسط صخب تلك العوالم والتي تؤشر على تعبيرية عاليه عن هموم الانسان ورحلة الادمي المحفوفة بالخطر حينا والممزوجة بالسعادة حينا اخر.

ولدت نوري العام 1965 تعمل حاليا فنانة وباحثة فنية في مجلة سكن والتي تصدر في عمان. حصلت على بكالوريوس في الفن التشكيلي من جامعة سنترال ساينت مارتن للفن والتصميم في بريطانيا. وحصلت على بكالوريوس في الفن من الكلية الأمريكية في لندن. بالإضافة إلى درجة البكالوريا من معهد الموسيقى والباليه في بغداد.
من جهته قدم الفنان المصري معتز نصر تجربه حملت ثلاثة محاور هي الفوتغراف والفيديو ارت والتركيب الانشائي ومحور التجارب الثلاث هي الانسان وعنوان الفيديو الاول الصدى وفحواه شاشتان متقابلاتان تبثان مشهدين واحد من فيلم الارض واخر لراوية القصص المصرية شيرين الأنصاري وفي ’’الصدى’’، يعرض المشهدان الواحد منهما مقابل الآخر، ليرجعا صدى بعضهما بعضا، وليؤكدا أن لا شيء قد تغير، وأن ما أمكن قوله سنة 1933 وسنة 1968، يظل صالحا سنة 2003؛ فقد ظل الوضعان الاجتماعي والسياسي راكدين طوال الأعوام السبعين الأخيرة. ويترك الفيديو أثره في المرء فيظل يرجع صدى ما قاله أبو سويلم وما كررته راوية القصص في المقهى القاهري، ’’نعيش بالكلمات، ولا شيء إلا.

ويرصد نصر في الفيديو الاخر ’’أب وابن’’ كتوثيق بسيط لحوار يجري بين فنان وأبيه، والمسعى حل خلافات عائلية في مجتمع أبوي. كان نصر أكثر ارتباطا بوالدته منه بوالده، فيخاطبها أولا كربة بيت حنون عطوف، وفي النهاية كامرأة حرمت من عاطفة الزوجية.
بعد وفاة أمه، شعر نصر أن من واجبه إراحة روحها وعقله بمواجهة أبيه بأخطاء علاقته سواء أكانت بين رجل وزوجته أو بين أب وابنه. وأثناء إحدى زيارات نصر لمنزل والده في القاهرة، وضع كاميرا فيديو ليسجل حوارهما وهما يبحثان مواضيع حساسة تتعلق بعلاقة والده بأمه وعلاقته بنساء أخريات.
وأثناء عمله للفيديو، استخدم نصر كاميرتين ليستطيع تقديم هذا العمل للمتلقين.
ومن خلاله، بحث نصر عن صلح مع والده بعد أن ترعرع بعيدا عنه ولا صلة له به. ومما يفاجئ، أن العمل يبين صدق والد نصر وصراحته وهو يجيب عن هذه الأسئلة الحساسة، مقيما بذلك جسرا من التفاهم والتسوية بينه وبين الفنان، الأمر الذي قد يدفعنا، نحن المتلقين، إلى التفكير به والتعلم منه في حياتنا.

ويستهدف نصر في انشائيتة التركيبية المكونة من تماثيل جدارية ومزدوجات فوتوغرافية الانسان وقمعه وصادرة حريته. وتصور هذه رجالا وخيولا تبدو خاضعة متماثلة تتبادل الأدوار، وأقنعة تستبعد احتمال الرؤية والكلام. وينتقل تركيز الفنان هنا إلى بعد سياسي، مؤكدا عجز الإنسان عن الارتباط بنظام الدولة السياسي بشكل محدد وفاعل.

ويتكون مشروعه الفوتغرافي ’’القلق’’ من ثلاث طبعات فوتوغرافية مشغولة بتقنية طباعية شمسية خاصة. يعلق نصر، ’’إنني استخدم طريقة قديمة جدا لإنتاج الصور، لم يعد أحد يستخدمها من بعد، وتدعى ’’فان دك’’ أو ’’الطباعة الشمسية’’. وفي هذه الطريقة، يتم تحويل النيغاتف إلى ورق رسم يعالج بمستحلب ويعرض للشمس إلى أن تبدأ الصورة بالتحمض. بعد ذلك فقط، يتم معالجة الصورة بالمواد الكيماوية الصناعية. وتمكن هذه الطريقة الفنان من السيطرة شخصيا على كل مرحلة من مراحل العمل، ضامنا أصالة كل صورة وتميزها. ومواضيع هذه الصور وجوه شرق أوسطية معكوسة في الماء؛ إنها صور أناس، لكنها أيضا صور مجتمع. ويطور ’’القلق’’ ثيمة مركزية في شعرية الفنان؛ وليست هذه الثيمة إلا القلق الإنساني، وتقلقل وجودنا، واستحالة التعرف على أنفسنا وأن نكون أنفسنا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى