مشهد بعد الرحيل
ر حلت عني و تركتني فا صبحت ا لد نيا في عيني بثوب أسود ...كليل مظلم مخيف أبى القمر أن يكون تحت سلطته ... و النجوم رفضت أن تكون مقبلات على سفرته ...
رحلت عني بعدما علمتني كيف أ رى ا لشمس و هي وراء المحيط و امسك بشعاعها بين أ ناملي كنسيم عليل في فصل لا هو بالربيع و لا بالخريف و إنما فصل من فصول حياتي ...أمطرت فيه الأحزا ن بغزارة حتى ا رتوى ا لقلب و لم يعد يرغب بالمزيد ...
رحلت عني بعدما صعدت بي إلى أعلى قمة جبل و بعد رحيلك لم يبقى لي صبر ولا أ مل ...في هذه الدنيا الموحشة كغريب لا يعرف فيها ا حد...
ر حلت عني و تركتني بعدما زرنا آخر كوكب و أبعد نجم ...و بعد رحيلك لم يبخل علي بزيارته كل من الحزن و الألم
فلمن تركتني ؟ إلى من يضحك في وجهي و هو يلقي علي تحية ا لصباح و يرمي في ظهري سما ينخر عظامي كالرماح...
إلى من كان يطير فرحا و هو يستلم دعوات الحضور لحفلا تي...فأصبح الآن يحكي للا خرين ممتنا عن حزني وماساتي ...
إلى من كانت آثار قدميه عن طريقنا لا تحيذ فأصبح طريقه هو عنا أكثر من بعيد ...
و أين تركتني ...في عالم مرير ...في غابة موحشة ذئابها جائعين ... ينقضون على أول فريسة جاء ت لتستريح بعد رحلة سفر متعب و طويل ...
تركتني دا خل قلعة شكلها جميل لا ينسى و عدد خدمها لا يحصى ... لكن سكانها غير محبين لأي زا ئر ...جاء ليحتسي معهم كأس شاي و تناول كعكة العيد ...
و متى تركتني في زمن قاس و عنيد ...يسرق الوقت سرقة و لا يترك للآ خرين نصيب...
تركتني في زمن كأنه الثلث الاخير من الليل فلا ليل انقضى ولا ضوء الصبح ظهر ...
لكن مع كل هذا فا نت زرعت في كل ما هو خير لكي أ ستطيع أن أ قطف في ما بعد كل ما يتفتح و يزهر ...