مرايـــــا وحكــــايـــــا - قصص قصيرة جدا
صدرت للدكتور فاروق مواسي مجموعة قصص قصيرة جدًا تحت عنوان - ( مرايــــا وحكـــايــــا ) ، وذلك عن دار آسيا للنشر – بإدارة سميح ناطور . وتضم المجموعة نحو خمس وسبعين قصة في نحو ثمانين صفحة من القطع المتوسط . وتشتمل القصص على مواضيع اجتماعية وفكرية وفلسفية كان المؤلف قد نشرها في صحيفة الاتحاد وفي عدد من المواقع الألكترونية . ويستطيع القارئ أن يستخدم فهرست المحتويات ، حيث رتبت القصص حسب الحروف الهجائية .
وقد صدّر الكاتب هذه المجموعة بالكلمة التالية :
يا قارئـــي :
إن سمحت لي أن أقدم نفسي !
أريد من قصتي أن تشي ، أن تهمس ، أن تنقل ...أن تحرك.... أن تجتاز إلى مناطق مختلفة .
أن أقص قصة فهذا اضطرار ، تمامًا كما قلت عن كتابتي - عامة :
أكتب لأنني مضطر أن أكتب ، وليس ترفًا أو طواعية ..... فالقاص فيَّ أسوة بالشاعر والناقد مشوق للقص ، يبغيه ،
" يموت " حتى يحكيه ...
عندما تكون لدي قصة أسأل نفسي : لماذا أقص ، ولماذا الآن ، ولماذا لهؤلاء ....
فإذا لم أجد جوابًا شافيًا فهذا يعني أن القصة ليست بمستوى ...
أسأل نفسي ما جدوى القصة لدى المتلقين ، فإن لم تكن ثمة جدوى فلن يقبل علي أحد فيما بعد ....
بالطبع سأجعل من النهاية المفتوحة مثار نقاش ، وسيلة تفكير ومتعة ....
أختار أنا الراوي وأكون حميمًا له ، فليس بالضرورة أن يكون هذا إياي ، ولكنه من الضروري أن يكون قريبًا مني جدًا ، فقصتي تنطلق من ساحتي الذاتية ، وهي صلاتي ونسكي بطريقتي ....
هناك محاور تتصل - كما أراها - بكتّاب القصة :
أنت – قدرتك وشخصيتك راويًا ، وعليك تبعًا لذلك تطوير هذه القدرة وتثقيف النفس بالخبرة المتعددة المصادر ...
الجمهور ، حيث لا ننس أن القصة هي حوار اجتماعي ، ومن هذا الحوار يتولد التغيير ، ولو بطيئًا ...
القص ، وهو مسرحيد درامي بصورة أو بأخرى ، وتتسع أبواب القصة في تكثيفها وطاقتها الكامنة فيها ...
أما ق . ق. ج فمن المفروض أن تعبر عن أحاسيس عفوية واعية مقاربة للحياة بألفتها وتواصلها ....
أعدكم أنني سأقتصد بكلماتي ، وأحاسب كل حرف قبل أن يدخل حرم قصصي ....
سأكثف ما وسعتني الحيلة حتى أجانب السطح ،ولن أستطرد وصفًا .....و قد أستبدل عنصرًا قصصيًا بآخر، فأستغني عن الزمان أو المكان أو السرد الوصفي ، لكني سأرافق المفارقة وأهتز معها .. أو أعمد إلى الدفــقة الختامية .....
وإذا كانت نتالي ساروت قد أصدرت أول مجموعة قصصية قصيرة جدًا سنة 1938 وسمتها
( انفعالات ) فها أنا أترسم الصيغة وأقدم انفعالات أخرى أو مرايا ، فإن صحبتموني أدع لكم :
قراءة ممتعة !
وقد ختمت المجموعة بتعليقات لكتاب معروفين في العالم العربي نذكر منهم كمال العيادي وبريهان قمق وأديب كمال الدين وصبري يوسف ، وإليكم ما كتبه الكاتب التونسي كمال العيادي نموذجًا :
أستاذي الجليل.... صديقي الرّائع د. فاروق
حبّاتك تتجمّع وتتكاثر أيّها الرّائع…
لكم أشعر بالسعادة منذ الآن بهذه المجموعة المتفرّدة المتميّزة التي تزيّن مكتبتي…
مجموعة الحبّات....
مجموعة القلادة….كلّ حبّة محبّة تشدّ حبّة محبّة أجمل.
هنيئا لك منذ الآن بما سبقت أيّها الكبير المتقدم الراّئع !
ما زلت أتلمّظ طلاوة عيدان النّشوة ودغدغة التّيه، وأنا أعيد منذ البارحة قراءة هذه المقاطع الشّفّافة الصّافيّة،كأنّما هيّ شدّ بين الرّسم الصّينيّ ومدّ بين حكم وصايا كهنة الزّان و قواطع الكابوكي….
كأنّها خلاصة علوّ إسماعيل كاداريه، وقدح الزّند في مداخل وعمق نثر صموئيل بيكيت وأوجين يونسكو. هيّ رحيق الحكمة وخلاصة العبثيّة ونداءات البعيد.
قرأت المقاطع أكثر من عشر مرّات…حتّي حفظت بعضها بعد أن أحببتها…
أرجو من كلّ كلّ قلبي أنّ تواصل كتابة عشرات القصص بهذه الشّكل، ولتكن كعدد المسبحة مثلا ( 99 )......
لتخرجها للعالمين في كتاب تسابيح، سيكون له أثر ووقع كتب الصّلوات والأدعيّة التي تتوارث جيل من بعد جيل.
هنيئا لي…هنيئا لنا بلغتك الصّافيّة وعمق ما تكتب….
أشدّ بما أوتيت من صدق وحبّ على يديك…مشيرًا إليك…دالاّ عليك…واشيًا بك لأساطين السّرد ومردة النّثر الذين ينحدرون بين العيد والعيد…
محبّتي النقيّة من كلّ شائبة.
وليكن أنّي أوّل من يبارك لك هذا العيد.
