الأربعاء ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٤
بقلم أحمد ترمس

مرايا الذاكرة

الذكريات مرايا
وأطياف مسافرة
وطيور مهاجرة إلى السموات البعيدة
خوابٍ مسكونة بالدهشة والمسرات العاطرة
وشجرة الذاكرة
مورقة بالأشواق
متهدلة الغصون
تقيم أعراسها في كل حين
وتشعل قناديها بشغف وحنين
كيف أدخل تحت سقفها
وأفتح نافذة على آفاقها
وأغفو على حريرها الوثير؟
وكيف أرسم على محياها بسمة
وأطلق في مداها نجمة
وأرسو على مرافئ السنين
وأنا هنا مشغوف الفؤاد
كسير الخواطر حزين
متيم بماء الصحو
حبيس أيامي رهين
أنثر ورد الوجد
وأهفو إلى أطلال العمر
أعفر رمادها بندى الشوق والحنين
***
روحي تناجيني
وهي معلق فوق أهداب الماضي
تسافر إلى ذاك الزمن الجميل
ترنو إلى داليات الذكريات
وتهفو إلى تلك الأيام الضاحكات
وربيعها الظليل
أطيافها الأثيرة لا تبارحني
تشرع نوافذها على مداها الاثيل
تتجاذب بين أطرافي
وتهطل فوق ضفافي
وتستكين بشذاها العليل

أنا الذي استودعتُ
تحت وسادة أحلامي
باقة من ورد أيامي
وكلما قست علي الحياة
ونزلت بساحتي المدلهمات
أعود إليها ليطيب مقامي
هنا تحت سماء بيتنا
أزهرت براعم طفولتي
وفي زوايا غرفتي زرعت قمح أسراري
وعند فناء هذا الدار ربت ظلالي وبراعم افكاري
وهناك في مطلع العمر
خبأت أقمار الصبا
ولاعبت الشمس فوق هاتيك الربى
وعرشت أنفاسي على حيطان الحياة
وبين خبايا السنين
تفتحت حروفي وأزهرت كلماتي
وهنا وهناك... أضاءت نجوم ذكرياتي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى