محمد القليوبى: لا بد من اتحاد لمنتجى السينما للنهوض بالسينما المصرية
المخرج السينمائى الدكتور محمد كامل القليوبى، واحد من المخرجين الذين يمكن أن نطلق عليهم مخرجى السينما الجادة. تلك السينما التى تناقش مشاكل المطحونين من أبناء الوطن، وتربطها بالقضايا العامة التى يعيشها المجتمع. له مجموعة من الأفلام من أشهرها، "ثلاثة على الطريق"، و "البحر بيضحك ليه"، و "أحلام مسروقة"، وآخر أفلامه كان "خريف آدم". مراسلنا فى القاهرة أشرف محمود التقى القليوبى، ودار بينهما الحوار التالى:
– ديوان العرب: حقق فيلمكم الروائى الأخير "خريف آدم" العديد من الجوائز فى المهرجان القومى التاسع للسينما، وفى مهرجان مسقط السينمائى الدولى. فهل كنت تتوقع كمخرج أن ينال فيلمك هذه الجوائز؟
-
القليوبى: الحقيقة أننى عودت نفسى كمخرج أن لا أضع العربة قبل الحصان. لم أتوقع شيئا. ولا أريد أن أفعل ذلك فى أى يوم من الأيام. كل ما أحب أن أفعله هو أن أؤدى عملى بإتقان، وبإخلاص. وأن أعتنى بكافة التفاصيل التى ينبغى على المخرج الذى يحب عمله أن يفعلها. وبعد ذلك تكون النتائج حسب الجهد. والحمد لله أننى راض عن ما قدمته، وسعيد بأن لجان التحكيم قدرت عملى، وعمل فريق الممثلين، وكل من شاركوا فى الفيلم.
– ديوان العرب: رغم الجوائز التى حصل عليها ذلك الفيلم إلا أنه قوبل بهجوم من جانب البعض. فما تفسيرك لذلك؟
–
القليوبى: من الطبيعى أن لا يعجب الفيلم البعض ممن يختلفون فى وجهات النظر التى أطرحها. وأعتبر هذا الاختلاف شيئا طبيعيا، وضروريا. ولذلك فلا تعليق لى على هذا السؤال.
–
ديوان العرب: ولكن الذين هاجموا الفيلم كانوا أشخاصا معروفين ولهم ثقلهم.
–
القليوبى: تقصد الفنان حسين فهمى؟
–
ديوان العرب: لقد كان وقتها يشغل موقع رئيس مهرجان مسقط للسينما.
–
القليوبى: لا أريد أن أعود للتعليق على هذا الموقف مرة ثانية. لقد سبق أن علقت على موقف الفنان حسين فهمى، وانتهى الموضوع. ولا أريد أن أدخل فى جدل ثان. كان ذلك فى نهاية العام 2002، ونحن الآن على مشارف 2005.
–
ديوان العرب: يتناول الفيلم بشكل مباشر قضية الثأر، فهل تعتقد أن هذه القضية ما زالت محل نقاش بعد أن قتلتها السينما بحثا؟
–
القليوبى: مستوى الثأر فى الفيلم هو المستوى المباشر. ولكن الفيلم به عدة مستويات أخرى. والمقصود فى الفيلم من هذا التناول هو مناقشة مواقف الدول العربية، عن طريق إظهار العقليات المنغلقة الماضوية. الفيلم يتناول الثأر الشخصى ليقول أن هناك من يهتمون بالمفهوم الضيق، ويتناسون المفهوم الكبير، الذى هو الثأر لأوطان مغتصبة، والسكوت عن العدو الكبير الذى يتربص بنا، ويغتصب أرضنا. وإلى هؤلاء أقول، أن الأوطان العربية محتلة، وإن لم ننتبه لما يحدث من حولنا، وإن لم نلتفت لخطورة المؤامرات المحيطة بنا من كل جانب، فسننتهى إلى أن نصبح ضحايا طوال الوقت. إن لم نأخذ أقدرانا بأيدينا فسننتهى إلى أن نكون مطية لكل من يريد أن يمتهن كرامتنا، ويلحق بنا هزيمة تاريخية.
–
ديوان العرب: تتدخل السياسة دائما فى كل شيء، فما هو إذن الحل الذى تطرحه للخروج من هذه المهانة التاريخية التى تلحق بنا يوميا؟
–
القليوبى: علينا أن ننفض عن أنفسنا غبار الكسل، والضعف. أن نمتلك العزيمة، والقدرة على فهم الواقع الذى يتشكل من حولنا. وعندها فقط، عندما نفهم ما يجرى، يمكننا أن نبدأ أولى خطوات الخروج من الأزمة. وعندها نستطيع أن نواجه عدونا وأن نخرجه من أرضنا.
–
ديوان العرب: أى عدو تقصد؟ إسرائيل أم الولايات المتحدة الأمريكية؟
–
القليوبى: إسرائيل ليست سوى مجرد أداة فى يد السياسة الأمريكية. الأمريكان هم العدو الأساسى الذى زرع إسرائيل، ووفر لها كل أشكال الدعم. وأعتقد أن إسرائيل ستبقى فى المنطقة بدعم أمريكى، حتى تنتهى أمريكا من استنزاف ثروات العرب. وعندما يشعر الأمريكان أنهم استنزفوا كافة ثروات المنطقة، سيشعرون أن دور إسرائيل قد انتهى. وعندها سيتركون إسرائيل لمصيرها. وإسرائيل بهذا المنطق مهددة على المستوى البعيد سواء بسبب طبيعتها كمجتمع خليط لقيط، أو بحكم وضعها ضمن المحيط العربى الكاره لها، ولسياساتها.
–
ديوان العرب: هل السبب فى الوضع المأساوى الذى نعيشه هو قوة إسرائيل، وقوة الدعم الأمريكى لها؟ أم السبب الأساسى هو ضعفنا كعرب؟
–
القليوبى: السبب الأساسى هو تفرغ العرب لمحاربة بعضهم البعض. أعود مرة أخرى إلى فكرة الثأر فى الفيلم. لقد انشغل العرب بثأرهم الشخصى من بعضهم البعض، ونسوا الثأر الأكبر من العدو الخارجى.
–
ديوان العرب: لماذا لا نناقش قضية الثأر من منظور صناعة السينما؟ نحن فى مصر نحارب الإنتاج العربى، وندعم الفيلم الأمريكى. بنفس منطق أننا نثأر من الأشقاء، وننسى الثأر من العدو المشترك.
–
القليوبى: الحقيقة أكثر إيلاما ما تظن. نحن فى مصر لا نحارب الإنتاج السينمائى العربى فقط، بل الكارثة أننا نحارب الإنتاج السينمائى المصرى نفسه. نحن أعداء أنفسنا. والغريب أن المسئولين عن السينما فى مصر لا يدركون نتيجة ما يفعلونه. هم لا يغرقون السينما المصرية بالأفلام الأمريكية فقط، بل أن نتيجة هذا الإغراق أننا نقتل صناعة السينما الوطنية، وبالتالى يتحول الملايين من العاملين فى صناعة السينما، والصناعات المرتبطة بها إلى عاطلين عن العمل، يعنى لا خيرهم ولا كفاية شرهم. هم يعملون عكس السياسة المطلوب تنفيذها، وبدلا من أن يساهموا فى حل مشكلة البطالة فإنهم يزيدونها تعقيدا، ويفقدون مصادر للدخل الوطنى كانت توفرها السينما المصرية من التوزيع فى الأسواق الخارجية.
–
ديوان العرب: وكيف يمكن أن نحمى صناعة السينما المصرية؟ لا بد للسينما أن تقدم أعمالا جيدة لتجبر المشاهدين على التمسك بها. هذا هو واقع الحال مع الجمهور الذى يدخل مختارا الأفلام الأمريكية لأنه سيجد صناعة ترفيهية قوية مقابل ما سيدفعه من أموال. أما السينما المصرية للأسف فقد أصبحت تضحك على عقولنا.
–
القليوبى: أختلف معك فى الرأى. وإن كانت هناك بعض المؤشرات لما تم التوافق على تسميته أزمة السينما المصرية. والواقع أن أزمة السينما المصرية الحقيقية تكمن فى الشللية وارتباط المصالح. فهناك من يهمهم أن يبقى الفيلم المصرى ضعيفا لأنهم مسئولون عن توزيع الفيلم الأجنبى، وبالتالى تتلاقى مصالحهم مع مصالح الفيلم الأمريكى بالذات. لذلك لا بد من قيام اتحاد لمنتجى السينما للنهوض بالسينما المصرية من كبوتها.
–
ديوان العرب: تتكلم عن اتحاد للمنتجين، وكأن المنتجون هم الحل. كيف ونحن نعانى أساسا من ندرة الإنتاج السينمائى. أين هم المنتجون؟
–
القليوبى: لا بد أن تدخل الدولة بثقلها فى عملية الإنتاج، ولا بد أن تدعم المنتج المصرى حتى يتشجع لخوض مجال الإنتاج. الدولة فى كل مكان فى العالم تحمى السينما، وتدعمها ما عدا فى مصر. إنهم يتعاملون مع السينما على أنها صناعة ترفيه فقط، ويفرضون عليها ضريبة تسمى ضريبة الملاهى. كيف نتقدم إذن؟ لا بد أن نعى أن الاستثمار فى صناعة السينما سيدعم الإنتاج، وسيدعم الدخل القومى. بالسينما يمكن أن نحارب العادات المتخلفة، ونربى المجتمع على القيم الإيجابية. ألا يستحق هذا الدور دعما من جانب الدولة؟
–
ديوان العرب: سيدى. فى القلب مرارة. والحديث فى هذا الشأن يذكرنى بما فعلته الدولة عندما تخلت عن أصول الأفلام المصرية، عن تلك الكنوز وباعتها لمن يدفع أكثر، وكانت النتيجة أن ذاكرة مصر السينمائية بيعت بأرخص الأثمان.
–
القليوبى: من المفروض أن تتم معاملة من يقومون بتخريب تراث مصر السينمائى، وبيعه بنفس معاملة من يقومون بتهريب الآثار إلى الخارج. لا بد من وقفة حاسمة.
–
ديوان العرب: أين دور غرفة صناعة السينما؟ ولماذا لم تتدخل لوقف تلك المهازل؟
–
القليوبى: للأسف، تغلبت المصالح الشخصية على المصالح الوطنية، وتاهت الحقيقة، وتواطأ الجميع من أجل حفنة جنيهات.
مشاركة منتدى
14 شباط (فبراير) 2011, 06:09, بقلم ابو ظريف
الاخ الدكتور محمد القليوبي الاخ العزيز والحبيب انا مشتاق اليك ولك اجمل تحياتي من قلب فلسطين انا الان في مدينة طولكرم منها ابعث لك كل الحب والاخوة كم انا مشتاق لاسمع كلماتك عن فلسطين ايها الفلسطيني العظيم ارجو ان تبعثلي كل شيء ...
صديقي سمير نمر توفي في تونس الله يرحمه برجا تسمعني اخبارك ....
وهذا اميلي : dareef1944@yahoo.com
lمع حبي وتقديري لك والى العائلة والاهل اخبرني عن كل شيء
اخوكم ابو ظريف / فلسطين / طولكرم
جوال 00970599876083