الأحد ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم صدام عيسى بوعزيز

ما قالَهُ دمُ الزَّيْتُون

على ضفاف الليل حيث تتوضأ النجوم بدمع الأرض
هناك يولد الصمودُ من رحم الانكسار
ويكبر في ظلال الجراح كغصن زيتون لا يلين.

أيها العابرُ بين الحطام؛
هل سمعتَ الريحَ تتهجدُ في أعماق الحجر؟
هل لمستَ النورَ يتسللُ من شقوق الجدران المتهالكة؟
هناك حيث يسقطُ الجسدُ وتنهضُ الروحُ من رمادها مثل طائر الفينيق
وحيث يظنُّ الطغاةُ أنهم انتصروا
يشتعلُ في العيونِ وعدُ الفجر القادم.

ما الصمودُ إلا أن تحترفَ الغناءَ في حضرة الصمت
أن تشيدَ من الخساراتِ معابدَ للحلم
وأن تزرعَ في الأرضِ الميتةِ قمحًا
ولو كانَ الحصادُ سرابًا!
نقاومُ… لا لأننا لا نعرفُ الهزيمة
بل لأننا ندركُ أن السقوطَ مقدمةٌ للنهوض
وأن الليلَ مهما طالَ سيشيخُ أمامَ شمسٍ لا تعرفُ الانطفاء.

يا من كسروا قيثارةَ الصمود
وظنّوا أن اللحنَ لن يولدَ من جديد
ها نحنُ نعزفُ على وترِ الصبرِ
ونرسمُ من أنينِ الجراحِ أغانينا.

نحنُ الذين صنعوا المجدَ من اللاشيء
وبنوا قلاعَ الأملِ فوقَ بحارِ الرماد
لا تسألْ كيف نحيا بلا ماءٍ
فالعطشُ في أرواحنا يتحوّلُ إلى نهرٍ من عناد.

إنهم يسرقون ظلالنا
لكننا نمشي والشمسُ تسكنُ أقدامَنا
نقاومُ… لأننا لا نعرفُ لغةَ الانحناء
لأننا خُلقنا لنكسرَ سياجَ الخوفِ
ولنحملَ صرخاتِ الأجدادِ في أعماقِنا
كأنّها صلاةٌ لا تعرفُ الضياع.

وإذا كانَ في الأرضِ من يبيعُ صمتهُ
فنحنُ نكتبُ بالصخرِ وصايا البقاء
نحفرُ أسماؤنا في ذاكرةِ التراب
وننتظرُ المطرَ القادمَ من حلمِ السماء.

فلا تسألْ متى ينتهي النزيفُ
فالجراحُ إذا نطقتْ
تحوّلتْ إلى أنشودةٍ يرددها الخلود.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى