الأربعاء ٢٧ آذار (مارس) ٢٠١٩
الفنانة التشكيلية سعاد علوي غزوي
بقلم عبد المجيد رشيدي

لوحاتي كأطفالي أحب الإطمئنان عليهم

تغوص الفنانة التشكيلية المغربية سعاد علوي غزوي، إلى أبعد من المعاني الظاهرة للقصص وحكايات الماضي والمستقبل، وتستخرج من نسيجها وإحساسها لوحات تبث فيها حياة جديدة مفعمة بالحب والسعادة، يخترقها اللون الأزرق الفاتح، تدعها تروي الأحداث، وكما في لوحاتها الحب والجمال، كذلك هي طريقة تعبير عن حبها للحياة ولفنها، لكونها فنانة مغربية تعشق كل ما هو جميل.

في كل لوحة، تكشف سعاد علوي تراكيب أحلامها، قصصا مستوحاة من الحياة المغربية وثقافتها وتاريخها، فتخلق الفنانة من خلالها معنى جديدا تبث فيه روحا من الحب والجمال لإغراء المتتبع وجعله يغوص في بحر الألوان الزاهية، بعيدا عن مشاكل الحياة وضوضائها.

جمال فنها ومهاراتها المميزة في صنع حكايات من الطبيعة في غاية الروعة، توضح بأن مصادر إلهامها هي أمور يبحث عنها كل محب للجمال والطبيعة الخلابة، وكل ما يعجبنا في الحياة اليومية.

تقول سعاد علوي غزوي: أعمالي مستوحاة جزئيا من الفن الأصيل، فأنا أرسم بقلبي وإحساسي قبل ريشتي، كما أعتمد على الصباعة الزيتية و لاكريليك، و أوزع إحساسي كاملا على أرضية لوحتي لتظهر في أحسن حلة كالعروس في ليلة زفافها.

وعن بداياتها في مسيرة الفن التشكيلي تضيف سعاد علوي: بدأ مساري الفني بفن البورتريه أو ما أسميه رسم الوجوه تعبيرا عن عالم يجعل الابتسامة التشكيلية رمزا لروعة الخالق، اشتدت مساراتي و تعددت هواياتي، و ارتاح إحساسي للتعبير التجريدي بعد أن مررت بعدة مدارس مختلفة، لأن دراستي كانت فرنسية أكثر من عربية، أحببت شكل وجمالية الخط العربي من خلال القرآن الكريم ، وقررت الاجتهاد فيه و أدخلته على لوحاتي التجريدية فزادها راحة وجمالا.

هكذا تعلمت التشكيلية سعاد علوي الرسم، من خلال واقعها المعاش، و احتكاكها بجمال و روعة هذا الكون، فكل شيء جميل تهواه نفسها و تحس به وتخرجه بطريقتها الخاصة و المتواضعة، كي تتقاسمه مع محبيها ومتتبعيها.

سعاد لم تتح لها الفرصة لمتابعة دراستها الجامعية في معهد الفن التشكيلي، لكن حبها و فطرتها لهذا الفن الراقي، دفعها لتبحث وتجتهد لتكون عصامية في مجال أحبته بجوارحها وقلبها وأعطت فيه الشيء الكثير.

درست سعاد فن الموسيقى في معاهد بالدار البيضاء و الرباط، لكن بقي الرسم و الريشة والألوان هي عوالمها التي لا تنتهي، شاركت في العديد من المعارض التشكيلية الوطنية والدولية، وملتقيات ومهرجانات خاصة بالخط العربي، كما حازت على مجموعة من الجوائز والشواهد التقديرية، اعترافا بعملها المتميز وتقديرا لمجهودها الذي لا يقدر بثمن.

التشكيلية سعاد علوي غزوي صادفت تحديات عديدة، لكن من دون هذه التحديات لن تتذوق طعم النجاح، وتعتقد الفنانة أن المثابرة وحب العمل والإخلاص له، تفتح أبوابا كثيرة للنجاح، ولعل ما سهل الطريق أمامها لتحقيق طموحاتها، كون المرأة المغربية عموما محظوظة لوجود بيئة تدعمها وتمكنها في المجتمع لتبدع، فتدفعها إلى المزيد من النجاحات، كما أن المرأة المغربية في المقابل قادرة على بلوغ كل الأهداف التي تطمح إليها، إذا كان عندها الدافع والشغف لإنجازها.

تقول سعاد علوي: أشعر بالفخر لأنني تمكنت من المشاركة في كل هذه المعارض الوطنية والدولية، وسعيدة جدا بما حققته إلى الآن، طبعا لن أتخلى عن ريشتي، فأنا أعتبر لوحاتي كأطفالي من وقت لآخر أحب الإطمئنان عليهم والنظر إليهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى