

لا لغة لي كي أرثيك يا محمود
إلى الشاعر الحي محمود درويش
يا غُربةَ أشجاريتخونها الفصولُالمطرُ أيضا أصبحَ مزاجيايخرجُ إلى الغابةِ حينَ يريدغالبا بلا موعديقتلعُ الجذورْيقذفُ الترابَ الحرَّ في مقابرِ الوحلتوزع القبائل دمهعلى الأسواق المفتونةِ بالحريقْيا عَطَشَ أشجاريلمُ تُسعفها كأسٌولا داوتْ فداحتَها عِبارةٌولا لَفَحتْ ثِمارَها قُبلةٌلم يعدْ لِعشْقِها قمرٌولا ترى نجوماكي تُداري ظلامَ الطريقْيا خسرانَ أشجاريكمْ مِنْ خيولِ الوقتِ نَفقتْحين رحل القلبُانسحقتْ أوراقٌتحت أقدامِ العساكرِانصهرتْ بحارٌاندحرتْ حدودٌتبدَّدتْ فاكهةُ الروحِماتَ الشَّوقُانفَضَّ الرفاقْيا عزلة أشجاريأشعلَ الخريف حقولَ الموتِأغصانٌ كثيرة شاختْ باكراانقرَضتْ جذورٌداختْ براعمٌ في عراء البحرانسابتْ بلا ترَدُّدٍ في ضلوعيبِزئبقِ الشّعْرْ أتدفأكي لا أضـــــــــــــــــــيعَأكثرْكي لا يهزمني السقيعْيا عزلةَ أشجاريتُدَغدِغُها لُغةٌتُجافيها طراوةٌيتلاطم فيها الحزنُتَصبُّ البحرَ في أحشائيبِزئبقِ الشّعْرِ أتدفَّأُكي لا أضـــــــــــــــــــيعَأكثرْكي لا يهزمني السَّقيعْيا يُتمَ أشجاريانطفأَ الكأسُفوقَ أسرابِ السؤالْاكتسحَ السماءَغمامٌ أجوفُهَدَرَ رَعدُ الفداحَةِانتفضَ برْقٌ من فراشِ غيبِهِمطرٌ شاحبٌولا دموعَ ليكيْ أبكيكَلا لغةَ ليكي أرثيكَلا نوارسَ تَعُدُّ خساراتيلا هواءَ لصباحيماتَ محمود درويشيا يُتْمَ أشجارييا يُتمَأشْجاري
إلى الشاعر الحي محمود درويش