الأحد ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم أفراح الكبيسي

لا بأسَ أن ننام.. في مدينةِ الأرقْ

لا بأسَ أن نعيشَ العمرَ مرتينْ

والحبَ مرتينْ

والهجرَ مرتينْ

وأن نموتَ مرتينْ .. مرتينْ

لا بأسَ أن نقطعَ البحارْ ..

سيراً على الأقدامْ

أو أن نقطعَ الحقولْ ..

سابحينَ في دموعنا

أو أن نمشي حفاةً فوقَ النارْ والأشواكْ ..

وصخورِ أيارْ

لا بأسَ أن نموتْ ..

بين الجدِّ والهزلْ

وبين حبٍ كالخرافةْ .. وهجرٍ كالصواعقْ

لا بأسَ أن تمطرَ السماءْ ..

على رمادِ أجسادنا

مطراً ازرقاً

أو بنفسجياً

أو برتقالياً

أو ابيضاً .. ابيضاً .. كقلوبنا

لا بأسَ أن نكونْ ..

أسرى حربْ

أو جوارٍ

أو مهرجينْ

أو شعراءْ

لا بأسَ أن نضيعْ ..

أو نفيقْ

أو نبدلَ جلودنا

أو أن نستجديَّ كرامتنا

أو أن نتملقَ السعادة

لا بأسَ أن نكونْ ..

أو لا نكونْ

أو أن ننهي حروبنا ..

بحجةِ السلامْ

أو أن ندفنَ رؤوسنا ..

بحجةِ وقتِ النومْ

لا بأسَ بعد ذلك

أن نبتسمَ .. لمرارتنا

أو أن نغازلَ الظلَّ على الجدارْ

لا بأسَ أن نزورَّ اسمنا

وشكلنا

ووضعنا

وانتمائنا

وحبنا

ما دمنا في الأخيرِ سننامْ

ونهجرُ مدينةَ الأرقْ

لا بأسَ أن يظلَّ السفرُ ..

دمعةً واقفةً في عينٍ تريدُ أن تنامْ

لا بأسَ أن ننامْ

لا بأسَ أن ننامْ

بانتظارِ موتنا القادمْ .. من مجاهلِ أفريقيا

صاخباً كالطبولْ

هائجاً كرقصِ القبائلْ

مشرعاً كلَّ الرماحِ ..

باتجاهِ قلوبنا

لا بأسَ أن ننامْ

لا بأسَ أن ننامْ

مادمنا .. لا نملكُ حلاً آخرْ

لقضيةِ حياتنا المعلقةِ في المحاكمْ ..

منذُ سنينْ

أو لمشاعرنا المحاطةِ بالسيوفْ ..

والحواجزِ الرملية

لا بأسَ أن نضيعْ ..

في غابةٍ في ألا مكانْ

لا بأسَ أن ننامْ

لا بأسَ أن ننامْ

ففي النهايةْ .. لا بدَّ أن ننامْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى