لإجهاض الثورات الشعبية
نور الفجر الجديد قد بزغ وعم الارض واستنشق العباد نسيمه لينجلي الليل الاسود وسحابته القاتمة التي عانت منها الشعوب من ظلم وفساد واستبداد ...فجر الحرية ظهر بفعل شبابنا الواعي المدرك الرافض للعبودية المخلص لوطنه المحب لأرضه العاشق للحرية.
هذا الشباب هم أخوتنا وأبناؤنا، أخوتنا في الاسلام، وابناؤنا في العروبة، فديانتنا واحدة وعرقنا عربي ابى اصيل لا يرضى بالهوان ولا يهادن الفاسدين حتى وان طال الزمن ولكنه حتما سينتفض بل انتفض بالفعل ...ما حدث على ارض تونس الخضراء ومصر الكنانة، مصر قلب العروبة النابض هو قطار انطلق بشعوب الامة العربية نحوا الحلم الرائع الجميل حلم الحرية والسلطة الشعبية ستتجسد يوما بعد يوم وسينتزعها الثوار من الشباب من أيدى الطغاة والمنافقين والحداق وسيعيدون للشعب هيبته وحريته في اختيار النهج الصحيح لمستقبل هذه الامة العظيمة.
أن ما حدث لن يرجعنا الى الوراء ابدا فكل الانظمة العربية الان تعرف جيدا وباليقين القاطع ان شعوبها وان كانت مسالمة وحليمه مع ما تمارسه هذه الانظمة من اخطاء تجاهها ،ولكنهم الان يعلمون انها الرماد الذى تحته نارا قوية كاسحة وشهدوا ذلك على الساحة ،وبالتالي فان التغيير قد حدث بالفعل فأمتنا العربية ليست كما كانت سابقا وشعوبها ادركت الطريق وعرفت كيف تأخذ حقها.
بالتالي فان (( الكرة )) الان لدى هذه الانظمة ان كانت ترغب في كسب ناسها فلتحاسب المفسدين بكل الجدية ..وتعمل على تصحيح الاوضاع المعيشية.. والحياتية ، وتنهى مرحلة الشعارات الفلسفية ..،الكلامية الرنانة ،وتنشئ دولة المؤسسات التي يكون فيا كل افراد المجتمع سوسيه امام القانون .
الثورة الشعبية في تونس ومصر حققت هذه الايجابيات لكل الشعوب العربية ولكنى كمراقب تهمني هذه الاحداث كثيرا ، واكن لمصر محبة خاصة ولتونس موقعا خاصا عندي فكلاهما جيران لنا في ليبيا الحبيبة وتربطنا مع الشعبين علاقات اجتماعيه واواصر اسريه ....غير أنى تعجبت كثيرا من العنف الشديد والاستعمال المفرط للقوة ضد ابنائنا العزل عندما خرجوا مسالمين في الثورات الغاضبة المؤمنة بحقوقها وبضرورة ان تنالها بل تستردها ممن سرقوها منها،
هذا الاستعمال المفرط للقوة جعلني افكر كيف يوجه رجل الامن سلاحه ويطلق النار على اخيه المسلم والعربي وابن بلده وابن قبيلته كيف تتحول الاوامر السادية بأطلاق النار على الاخوة العزل الى شكل تنفيذي من قبل هؤلاء الرجال ؟ فهل تقوم الانظمة بأعداد هؤلاء (ما يسمون بقوات مكافحة الشغب) او الامن المركزي اعدادا خاصا يقتلون فيهم روح التسامح والمحبة والاحسان نفسيا ومعنويا هل يتم ذلك فعلا شيء عجيب ما رأيته في شوارع الإسكندرية والقاهرة والسويس وتونس وسيدى بوزيد شيء يقشعر منه البدن ويتألم الانسان من هذه المناظر البشعة ويدور في ذهني سؤال مهم جدا، هل بعد هذا التقتيل والعنف لازال عند رجال النظام احساس ام مات ؟ وهل مستعدون في حالة انتصار رجال امنهم على الشباب الثائر ان يستمرون في الحكم ؟ وهل الكرسي الى هذا الحد يتم التشبث به؟.
اتعجب من الحكام الذين يرون شعوبهم تنادى برحيلهم واسقاطهم ويستمرون في التسويف والمماطلة من اجل الاستمرار والبقاء .
الغريب الاخر الذى شاهدناه جميعا بعد العنف تنسحب قوات الامن وتظهر عصابات تروع الناس وتسرق وتسطوا وتنهب ممتلكاتهم والمستهدف من ذلك عدة نقاط منها:
– الصاق تهمة الشغب والفوضى بانتفاضة الشعب الأبية.
– اشغال الشباب المتظاهر بان له واجب اهم وهو حماية اسرته وبيته وبالتالي يقل عدد المتظاهرين .
والشيء المقلق فعلا ان يثبت بان هذه العناصر المخربة من رجالات الامن السرى ورجال مكافحة الشغب وبعض من الخارجين عن القانون .
نعم أن هناك البعض من الفقراء الذين قد يكونوا تهجموا على محلات الاكل والملبس وسلبوا منها بعض احتياجاتهم وتقول قوات الامن انها ستتابعهم وتحاسبهم وتقدمهم للمحاكمة وأقول: هل سنحاسب مواطن فقير استولى على اكل او لباس هو في امس الحاجة اليه ونترك من سرقوا المليارات يقول المصريين ((عجبي !!!)). ولكن الامر الجميل ما حدث من تشكيل لجان عملت على اقناع الناس بإرجاع ما استولوا عليه من المحلات العامة والخاصة.
عموما فان الشعب الواعي الذى شكل لجانه الشعبية لحماية امنه وامن مجتمعه هذا الشعب وشبابه الرائع المسلم الذى نال الاعجاب عند قيامهم بالصلاة امام الامن المركزي بالقاهرة هذا الشباب المسلم المؤمن حتما سينصرهم الله طالما انهم على حق ويطالبون بإزالة الفساد والاستبداد.