

كيف أصلب القصيدة؟!
يسألُني الجميعُ عنْ قصائدٍ جديدةْأكتبُهالتبكيَ الجموعُ حسرةً ضياعَ غزَّةٍويسألونَ: "هلْ ستكتبُ النِّضالَ والدِّماءَ هَهُنا قافيةً عتيدةْ؟"ويسألونَ عنْ دموعي:لنْ تُرىهذي البلادُ مُزِّقتْ مِنْ ألفِ عامٍكيفَ أبكي الآنَ؟ كيفَ أصلبُ الفؤادَ عنوةًوكيفَ أصلبُ القصيدةْ؟!دعوا الحكوماتِ العتيدةِ الَّتي أغرقتُها بأدمعي مِنْ قبلُ تبكي وحدَهافاليومَ ضاعتْ أمَّةٌ في البرلمانِضاعَ ناخبو الحكومةِ الَّتي تنقصُهامقاعدٌ جديدةْ!.يسألُني الجميعُ عنْ حكايةٍ أكتبُهالأخبرَ الشُّعوبَ أنَّنانذوقُ الموتَ والإذعانَنسكنُ المدينةَ الَّتي تخاطرْونحملُ الرَّاياتِ دهراً:عاشَ قائدُ البلادِ، عاشَ موطنِ الجهادِفاسمعوا أصواتِ مَنْ يُقامرْويسألونَ عنْ قصائدي كأنَّهاقذيفةٌ ستُجبرُ الأعداءَ أنْ يُغادروا بلادَناكأنَّني ساعةَ أمسكتُ اليراعَ قدْ تحرَّرتْ دياريدونَما مجازرْكأنَّ أصواتِ الشُّعوبِ قدْ سَمَتْفعُوقِبَ المحتلُّ واهتزَّتْ منابرُ الملوكِ:"ربَّما نغامرْ"!قصَّتُنا في هذهِ الأيَّامِ ليستْ قصَّةَ الخطابِ والمنابرْولَمْ يكنْ في غابرِ الأزمانِ يرويها لنا مثقَّفٌ وثائرْجلُّ القصيدِ أنَّها فريدةٌفموطني اليومَ مُحاصَرٌ هناوأمَّتي هيَ الَّتي تُحاصِرْ!.يُقالُ إنَّ الثَّورةَ الحمراءَ سوفَ تنصهرْوإنَّ آهاتِ الشُّعوبِ، جوعَهمْ، آلامَهمْ، صراخَهمْقضيَّةٌ لا بُدَّ مِنْ أنْ تنتصرْ!وبشَّرَ الفرقانُ أمَّتي بأنَّ اللهَ يرفعُ اليدَ الَّتي تحاربُ الخنوعَ للعُلاوأنَّ أيديْهمْ هناكَ تنكسرْلكنَّ تاريخَ الرُّبا أخبرَناأنَّ ملوكَنا الأشدَّاءَ استباحوا عزمَناوحطَّموا ثوَّارَناوقيَّدوا أسماءَنافأصبحَ اليأسُ بأرضي يعتمرْلتُستباحَ ثورةٌ، حربٌ، دمٌ، وصرخةٌلا بُدَّ مِنْ أنْ تستمرّ!.
من ديوان: عندما زرتُ القدر/دار اكتب للنشر
نُشرتْ في صحيفة الزمان اللندنية عدد 3250