

كنسر خرافي تصعد عاليا
إلى أحمد الشحات (الشاب الذي رفع علم مصر فوق السفارة الإسرائيلية)
كعادة متسلقي الجبالوبسرعة فراشة تصعد نحو الضوءتطلعت عيناك الصغيرتان عالياوالواسعتان كبحر زاخر باللآليء الطامحةوالأسماك التي لا تكل في دورانها وسط البحاروكنسر جبليبغيته الذؤابةتطلعت عيناك للطابق الثاني والعشرينهل انتابك الخوف؟حين جدفت قدماك في الهواءوقد حذرتك النسور الصغيرةالنسور التي لا تقوي على الطيران بعدلكنها تحلم- أو على الأقل مثلك -أن تطير يوما ماقد تطيش رصاصة في الرأسأو في الصدركالتي طاشت - كما زعموا خطأ - علي الحدودلكنما الخوف – في عينيك – كأزرار قميصك اللبنيأو كسحابة خفيفةفوق كوب ينسون تشربه في الصباحكيف حملت قلوبنا كمروحةعاليا ذهبت بنالنشرب من نبيذ نبيلونأكل من خبز كريم تشهيناهولم نطعم حنطته منذ ثلاثينسحبت أرواحنا عاليالنغترف أخيرامن مواعين غالية ونادرةلكي نتربى من جديدونعلوحين تسلقت ساقاك النحيلتان"كسبيدرمان"أمام النيل وميدان "نهضة مصر"كي يكونا شاهدينو يومئا لك فرحينوربما حاولا الصعود كي يقبلاكأو يطبعا فوق جبينك قبلة الخلودحينما كنت تستبدل نجمة معممة بعار النذالةبنسر خرافييضرب منقاره في الأعاليربما أغرتك يوماأجنحة حمامةقررت أن تطلق نفسها للريحأو ربما أعجبتك فكرة عباس بن فرناسوالذين حاولوا الطيران بعدهفطرتوربما أغرتك نجمتان حلمت أن تضعهما علي الكتفينفاعتبرت نفسك حارسافصعدتوربما أغاظتك النجمة التي على أصابعها آثار دم الشهداء الستةوعدد غير قليلمن الجثث التي توارت تحت مبدأ" فلنفتدى الأم بالجنين "فثرتهل دار بمخيلتك ذات يوموأنت على مقعد الدراسةحينما كنت تجرب الألوانكي ترسم حقلاأو علماأو منخار رجل لسعت قفاه الشمسهل دار في مخيلتك يوماأنتحضر في ميدان أذهانناسليمان خاطر؟أكنتما على موعد ؟و أنتما ابنا محافظة واحدةو من سلالة نذرت نفسها للصعودكي تكلم اللهفي ليلة القدرمع الملايين التي نذرت نفسهاللخلاص !!!!!