

قدرك الكتابة يا بوعزة
وأنا في قمة العزلة والوحدة والنقد الذاتي في نهاية ثمانيات القرن الماضي بتبريكت بسلا سمعت مناديا ينادي علي من أعماق روحي أن يا بوعزة خذ القلم واكتب ما كتب عليك ولك في اللوح المحفوظ.
خذ القلم وغص في نهر وبحر قلبك لاصطياد الكلمات والحروف وأبجدية الجمال والشعر. أقطف ما يحلو لك من شجرة الإبداع وابن لك عشا وسط أعشاش عنادل وبلابل الحدائق المعلقة على أهداب جدران السماء.
اغمس القلم في دموع والدتك الحبيبة وعرق حبيبك والدك صاحب الكتفين الذهبيتين والجناحين الحريريين ثم أكتب ولا تخف فقدرك الكتابة ولو حاصرتك الشياطين بالجمر ولهيب ألسنتها.