

غربة وطن
حين شعر الوطنُ باغترابه، كُتبتْ هذه السطور!
في اغترابيأقسمُ الأحلامَ بينَ العاشقينْكرغيفِ الخبزِ، والزيتونِوشعاراتِ انتسابيلحزامٍ ناسفٍ يُردي شبابيبعدَ عُمْرٍ يتخفَّى كالسَّجينْويصلِّي حُلُمُ المسجونِفالحبُّ الذي قدْ علَّمَتْني غربتييرعى جنونيبلْ ويرعى حفنةَ الماضي الحزينْفي اغترابييومَ أحببتُ فتاةًكالقمرْعينٌ لربٍّلا بشرْنهدُ السَّماءِ نهدُهاحربُ عشقٍ لا تذرْحاربتْ شوقَ السِّنينْأدركتْ نفسي مناهاأدركتْ عيني النَّظرْفاللَّيالي في انتظارٍ للمطرْوفؤاديفي اختبارٍ حرَّقَ العشقَ الثَّمينْ.في اغترابيقرأتْ عيني مجلاتِ المدائحْثمَّ نامتْ في المساءْسمعتْ أذني بياناتِ المذابحْوالفضائيَّاتُ غنَّتْ للفضائحْثمَّ صلَّتْ للنِّساءْفتعلَّمتْأنَّ أرضيطفلةٌ ترعى قضيَّةأمَّةٌ، لا بلْ صبيَّةوالصَّدى في مسمعيَّاردَّدَ الحزنَ الكبيرْفهوانا لا يُدانىقدْ هوينا الأرجوانَاقدْ هوينا دمنا فوقَ الكفنْوعشيقاتِ الأميرْقدْ هوينا ظلمةً لفَّتْ وطنْثمَّ نمنا عندما جفَّ الزَّمنْوفقدنا أرضنا بعدَ الأثيرْفي اغترابي قدْ علمتْأنَّ أرضي المشرقيَّةطفلةٌ ترعى القضيَّةفوَأدْنا طفلةَ الأرضِ ورحنانشتكي ظلمَ الوزيرْ.كيفَ نحيا في بلادٍ رسمتْ أشكالنا دونَ الهويَّة؟كيفَ نحيا في زمانٍ نسيَ الأحلامَ بعدَ الشَّاعريَّة؟كيفَ نحيا يا إلهيإنْ نبيُّ اللهِ يوماً قدْ أتانا؟كيفَ نحيا يا إلهيإنْ توحَّدنا عشيَّةدونَ أنْ يرضى سوانا؟كيفَ نحيا يا إلهيفي اغترابٍ قدْ هوى فوقَ العبادْ؟كيفَ نحيا في اغترابٍوبلادي بعدها ما مِنْ بلادْ؟إننا يا زمنَ الأشكالِ والألوانِ نحياتحتَ أثقالِ المهانةأمَّتي، مثلي أنا – في غربتي –قدْ توفَّينا كلانا.في اغترابيأدركتْ نفسي ملفَّاتِ القضيَّةليسَ ذنبَ الغربِ إنْ عادى الدِّيارْليسَ ذنبَ اللَّيلِ إنْ ماتَ النَّهارْليسَ ذنبَ الموتِ، نحنُ البندقيَّةفشعوبِ الأرضِ تحكيعنْ هوانٍ في نفوسِ العُرْبِ يكمُنْعنْ ربا فيها تعيشُ القِبَليَّةعنْ أبٍ في مرقصِ الآثامِ يسكُنْعنْ أخ ٍ باعَ التَّحدِّي والحميَّةليسَ ذنبَ الغربِ إنْ هدَّ الرَّوابيليسَ ذنبَ الأرضِ إنْ صدَّتْ إيابيفذنوبُ العُرْبِ تربوونتاجُ الغربِ يحبونحوَ آفاقٍ أبيَّة.أمَّتي بنتٌ سترعاها القضيَّةأمَّتي قدْ أصبحتْ حقاً سبيَّةوستمسي غربتي دارَ السَّلامْيسكنُ اللهُ بقربييكبرُ العشقُ بقلبيوأغنِّي كلَّما نامَ الأنامْأغنياتٍ لبلادي المشرقيَّةوستمسي قهوتي نورَ الحضارةأعينٌ ترعى السرورْوستمسي أرضنا أرضَ الحجارةظلمةً حيلتْ لنورْعندما زارتْ رباها بندقيَّة.