غدرُ القَصيد
| ولي في القمر البعيد قصيدةٌ | إذا أرخيتُ لها الحرفَ تفرحُ.. |
| تصيرُ عنقوداً من الشعر كأنها | طفولة الدنيا فيها وتمرحُ |
| علّقتُ فيها حزني وفرحتي | فأمست تغنّي للفؤادِ وتؤنسه |
| وحينَ في الصبحِ أنهيتُ نظمها | خرجت للناسِ تنادي وتصدَحُ |
| تعيّرني بالحزنِ شعراً وتنتشي | إذا الحزنُ كبّلني وظلَّ يعذِّبُ |
| وكانت كأسرابِ الحمامِ مشاعري | تحلّقُ في سماء قلبي وتهدِلُ |
| ألا ليتَ شعري لو سَكَنَتْ أسيرةً | لصمتي الحزينَ وإنّ أظلّ الأخرَسُ |
| أيا معشرَ الشعراءِ رفقاً بحرفكم | ألا إن القصائد حينَ تُلقى تُهاجِرُ |
| شكوتُ إلى اللهِ ليلى وهجرَها | وظلمَ أباها يستلذُّ وينعَمُ |
| وسلّمتُ أمري للذي فطرَ السما | أصبِّرُ نفسي وما بي تصبُّ |
