عيبال على ساعدها
(إلى فدوى طوقان)
ليست رحلة موت
فخيولك تعصي كل فناءٍ ودوار
لكن ما رحلت في نزهة خصبٍ نحو غياب
بل، ألف حياةٍ
في دار قرار
ألقٌ كالنجم
وشعلة شوقٍ في مرعى أيار
في ساحتنا سيموت الموت
وتبقين كما أنت ورود الدار
فتعالي حلماً
مترعةً بحكايا الأيام
بحدقاتٍ غارقةٍ في الصمت
وتدعوني لمواصلة الدرب
لأدخل كالنبض سرير فراشات الليل
لأمارس نحو الأرض عبوري
وأعانق فجراً فضياً في كف الأسرار.
يا شاعرةً دائمة الخضرة كالزيتون
كبرقٍ يقدح بالسيف وبالنار
هذا عيبال على ساعدها
مرج أساطير
فيض أعاصير
ألف سماءٍ ونهار.
لمداد الكلمات
يتفجر لؤلؤةً في إيوان الشعر
يتوثب أغنيةً لملائكة المدادة في صحن الدار
تستنفد طاقتها نافورةُ عشقٍ في جرزيم
تغني مع فيروز عن الحّب الأبقى
وأراك على الدرج الصاعد نحو العين
يتسلقُ أعمدة الثار
ويشعلُ أحزان الأرض حقولاً وجرار
لمخلصنا الثوريّ
لمخلصنا من جُبّ العزلة والأوزار
الحرفُ شموسٌ في رئة الكون
والنصُّ
أسرابٌ من حجلٍ
تتهجى خارطة الأغوار
وأراك هناك
بنظرة عين
بريش مدادٍ يعلن ثورتهُ في الثوار.
ما أقبح سكين العتمة
سأنبذُهُ في العتم
سأقتلُهُ في المهد.
يا فدوى طوقان
يا شاعرة الفرح النابلسيّ المائج والهدار
يا وجه ملاكٍ
يرقص في الأنوار
يا أسطورة بعثٍ وبذار
على قمة أحلامك
يولد سيف النصر
ويولد جيش الأنصار.
ونعود
فحرفُك يرفضُ كل لجوء الكون
ويعلنُ عودتنا للأرض الحبلى بالأمطار
يا امرأةً تنزف جرح الشعر
وموسيقى الأشعار
يا كل أناشيد الحريــــة
في شعب الصبر
وفي زهرة صبار.
ما أجمل فارسةٍ
تعرج نحو الروح الوثابة
في غضبة بحرٍ
أو وثبة بحار
ما زال يرى عذراء الموج عروسته
ويخبئ في قمح الأرض جنون الإعصار.