الاثنين ٢٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٣
بقلم عبد الجبار الحمدي

عزة من غزة...

خرجت عزة تبحث عن أخيها صمود.. كان قد خرج لبيت صديقه نضال يسأله عن بعض الطعام لقد نفذ من بيته منذ ثلاثة أيام.. خرج بعد ان سمع عزة تقول لأمها المريضة أنها جائعة، القصف كثيف إنهم تحت الحصار فإسرائيل أعلنت عن إبادة أهل غزة ... لم يكترث صمود وصل الى بيت نضال الذي تحول الى ركام سمع الصراخ والبكاء عويل النساء، صراخ الرجال داهموا المكان يحاولون نفض الانقاض عن أهل نضال وبيوت جيرانه، لم يعي حاله ألا وهو يصرخ أخي نضال أخبرني أين أنت؟

هيا رد علي انا صمود ... اني أشعر بك انك هنا بالتأكيد هيا يا اخوان ساعدوني للحفر هنا... إني اسمع انينه..ارجوكم صدقوني.. دلفوا حيث صمود ازالوا ما استطاعوا من ركام .. سمع الجميع صوت نضال يقول.. صمود ان امي قد ماتت ارجوك حاول أن تنقذ اخي الصغير انه في حضني مد يدك لتنتشله من هذه الفجوة الصغيرة فأنا لا اقاوم اكثر فالركامة التي على ظهري ثقيلة وقطعت انفاسي خذ انقذ اخي براق ودعني أرجوك... بالكاد اخرجوا براق.. جاءت عزة ورأت صمود مغبر معفر بالتر اب الدماء تغطي ثيابه فصرخت صمود اخي هل أصابك شيء؟؟

تلقاها قبل أن تقترب من الركام الذي يتهاوي بفعل القصف الصهيوني... وهو يصرخ احذري عزة ما الذي جاء بك؟ هيا عودي بسرعة... لا انتظري هنا سأحاول إخراج نضال.. تركها وراح يحاول... ويحاول ولكن يبدو أن نضال قد لفظ أنفاسه الأخيرة فالفجوة صغيرة بالكاد اخرجوا أخاه الصغيرمنها.. صافرات الإسعاف والانذار تدوي وعزة متيبسة مذهولة.. شاهدها صمود حمل نفسه اليها امسك بيدها وهرول مسرعا للعودة الى البيت، القصف مستمر... المنظر كارثي على الجميع الاشلاء متناثرة.. الأجساد متشابهة.. الدماء وغبار الكرام يغطيها... حمل صمود عزة ثم راح يسارع باتجاه البيت الذي ما ان وصل إليه حتى هوت عليه صواريخ القصف فحولته الى ركام كبقية البيوت.. عرف مصير والدته.. صرخت عزة على امها... ضمها بشدة صمود... وقد هوا الى الارض بعد أن أصابته شظية كبيرة في خاصرته دون ان يلفت انتباه عزة... قائلا لها اهدئي عزة لقد راحت امنا حيث رب كريم مثلها مثل الآلاف من الشهداء.. إننا يا حبيبتي عزة مشاريع استشهاد عناوين موت، قرابين لفلسطين...إننا بين يدي الله بعد أن خاننا من خاننا وباعنا من باعنا...فلا تبكي وأعلمي أن التأريخ سيقص لأجيالكم خيانة وخنوع كل الخونة.. و تذكري دائما اخيتي أنك من فلسطين الابية انك عزة بنت الصامدة غزة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى