| في جنّةِ الله راقَ الأُنسُ والسّهرُ |
|
|
واستوطنَ النُّورُ وانداحَ الهوى العَطِرُ |
| في جنّةِ الله أَنغامٌ يَسوحُ بها |
|
|
أَهلُ الغرامِ فلا بَيْنٌ ولا سَفَرُ |
| في جنّةِ الله يَروي كُلّ ذي وَلَهٍ |
|
|
بَوْحَ الفؤادِ بسفرٍ ليسَ يُختَصَرُ |
| في جنّةِ الله حيثُ الوُرْقُ عنْ مَرَحٍ |
|
|
تُبدي صبابَتَهَا والرّوحُ تنفطرُ |
| ما همّها النّاسُ إذْ غنّتْ بباكرةٍ |
|
|
فشدوُهَا الحبُّ لا ذعرٌ ولا ضَجَرُ |
| يا شامُ يا قِبلةَ الإلهامِ يا وطناً |
|
|
يختالُ زهْواً على الدّنيا ويَفتخرُ |
| فغوطةُ السّحر،ِ ساعاتُ الصّفاءِ بها |
|
|
دنيا مِنَ الفنِّ.. بالأوتارِ تأتمرُ |
| تُعطي لعاشِقِها ما شاءَ مِنْ مُتَعٍ |
|
|
على طريقِ السّنا.. بالبِشْرِ تَبْتَدِرُ |
| مَنْ زارها زارَ فردوسَ الخيالِ بها.. |
|
|
بهاؤها مِنْ جنى الأفلاكِ يُعتصرُ |
| فيها الأحبّةُ خلانُ الوفاءِ.. لهم |
|
|
مواكبُ الضّوعِ.. للإيمانِ قد نُذِروا |
| تِبرٌ منابتُهم.. ذِكْرٌ مجالسُهم |
|
|
خُضرٌ منازلُهم.. بالجودِ هُمْ أُسروا |
| يا شامُ أَِنتِ تلاوينٌ و أخيلةٌ |
|
|
وجنّةٌ ضَجَّ فيها الوردُ والزَّهَرُ |
| في عالمِ المجدِ صرتِ اليومَ أغنيةً |
|
|
تسمو فتعجزُ عنْ إدراكها الصُّورُ |
| الفلُّ والسَّوسنُ المغناجُ أحرُفُهَا |
|
|
واللحنُ بوحٌ بهِ الأيّامُ تَنبهرُ |
| يا شامُ أُضمومتي أنتِ التي انكَشَفَتْ |
|
|
مِنْ عالمِ السِّرِّ كمْ غنَّى لكِ السَّحرُ |
| وكم رعتكِ ليالٍ هامَ منشدُها |
|
|
وراحَ يُسكرُها في عزفهِ الوترُ |
| يا بضعةَ القلبِ، يا همسَ المساءِ، ويا |
|
|
ترتيلةَ الوردِ حينَ الفجرُ يَشتهرُ |
| يا شامُ يا سِرَّ أسراري.. تعلَّقَ في |
|
|
ربوعِكِ الخضرِ قلبي فاغتنى العُمُرُ |
| ما بينَ ربوتكِ الغيناءِ إذْ طَرِبَتْ |
|
|
وبينَ سهلكِ تاريخٌ بِهِ العِبَرُ |
| بروجُهُ السَّعدُ والأيَّامُ شاهدةٌ |
|
|
تحدِّثُ النَّاسَ بالأعراسِ تَفتخرُ |
| يا شامُ يا قِصَّةَ الأشرافِ معذرةً |
|
|
كمْ آلموكِ بما قالوا وما ضَمروا |
| كمْ أحزنوكِ وكمْ جالوا وكم غدروا |
|
|
هُمْ قصّةُ البؤسِ هُمْ كفرٌ هُمُ عَوَرُ |
| همْ يوقنونَ بأنَّ العزَّ منبعُهُ |
|
|
مِنْ هذهِ الأرضِ..حيثُ الشَّرُّ يَندحرُ |
| لكنَّها خِسَّةُ الأَنذالِ تَجمعُهمْ |
|
|
على الضَّغينةِ، لا دينٌ ولا خَفَرُ |
| خَسَاسَةٌ تُذهلُ الحيرانَ، منبتُها |
|
|
رُحبى الصُّدورِ، فيا لَلعارِ كمْ خَسِروا |
| هُمْ يعلمونَ بأنَّ الشَّامَ مفخرةٌ |
|
|
تحيا مدى الدَّهرِ فيها العلمُ والفِكَرُ |
| آياتُها في رحابِ الأرضِ سطَّرها |
|
|
قومٌ أماجدُ ما ألهاهُمُ العُمُرُ |
| قومٌ أماجدُ وجهُ الشَّمسِ كعبتُهم |
|
|
بِيضُ الوجوهِ لهمْ عزٌّ لهمْ بَصَرُ |
| قومٌ يُكبِّرُ حاديهم إِذا نَفَروا: |
|
|
الله أكبرُ، حانَ النَّصرُ والظَّفَرُ |
| راياتُهم لمْ تكنْ يوماً منكَّسةً |
|
|
وعزمُهمْ حارَ فيهِ البأسُ والخَطَرُ |
| جباهُهُمْ مِنْ بني مروانَ إنْ نُسبَتْ |
|
|
مِنْ عترةِ الشَّمسِ مِنْ نَجْرٍ لهُ السُّرُرُ |
| رادوا الفضاءَ فكانوا غَرْسَ أنجمِهِ |
|
|
فليسَ يُنظَرُ فيهم مَنْ بِهِ صِغَرُ |
| إنْ عاهدوا صَدَقوا، أو قوطعوا وَصَلوا |
|
|
أو حوربوا ثَبَتوا، أو جاهدوا بَهروا |
| لمْ يُرخصوا النَّفسَ في سِلْمٍ ومعمعةٍ |
|
|
هُمُ الأكارمُ مُذْ كانوا هُمُ الغُرَرُ |
| يا شامُ تيهي على الدُّنيا فقدْ جُمِعَتْ |
|
|
لكِ المحاسنُ وازدانتْ بِكِ العُصُرُ |
| دروبُ نورِكِ في شرقٍ تُحدِّثُنَا |
|
|
وفي المغاربِ طارَ الخُبْرُ والخَبَرُ |
| عَبْرَ القرونِ كَسَاكِ الدَّهرُ سُؤددَهُ |
|
|
فالسِّحرُ في بُرْدِكِ اللألاءِ لو نظروا |
| يكفيكِ أنَّكِ للإشراقِ قصَّتُهُ |
|
|
فصوتُكِ المجدُ لا يُبقي ولا يَذَرُ |
| وأنَّكِ الوعدُ رَيْحانُ العطاءِ إِذا |
|
|
نَادى المنادي وحلَّ اليأسُ والكَدَرُ |
| يا شامُ صبراً على البلوى التي نَهَضَتْ |
|
|
مِنْ كُلِّ ركنٍ وضيعٍ كلُّهُ وَضَرُ |
| تبقينَ سِفراً مِنَ الإكبارِ نُنشِدُهُ |
|
|
ما هَلَّ بدرٌ، وما دامتْ لنا بُكُرُ |