الثلاثاء ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم حبيب فارس

عبد العبّاس

نسافر من وإلى الطّفولة
على أجنحة السّخافة.
بين المكان المستطيل
والزّمان المستحيل
تصفرّ وتتساقط
أوراق البراءة
فتتجلّى غوغائية الحياة
داخل زنازين الطموح
 
بين الطفولة والطفولة
هذر الماضي والمستقبل
وحنين صاخب للهُنا والآن
تعال نسكن هذه اللحظة
هيّا للفرح من جديد
 
لم يُسافر عبد العبّاس
كان طفلاً يرتدي جسد رجل
يوم غادرْتُ رجلاً يخلع ثوب الطفل
اليومَ أعود للطفولة
من كمّ معطف كهل
 
عرفتُه...لم يعرفُني
للخشونة الباسمة طعم العلامة
وللنّعومة الكئيبة لون المجهول
من الهرم ِالهرِمْ
حَسَدتْ الرّتيلاءُ الكهلة
الباشقَ المغرّد
 
بيني وبينه الأرض،
نير الحراثة
ونير الإستبداد.
بيني وبينه
نسيم عاملة
(غَراء الذات الملتسقة بالذات)
بيني وبيني
ترحال وراء سراب
وأسفار أزمات.
هو الهُنا والآن
وأنا الكان يا ما كان
في قديم الأزمان
في هروب الأزمان
 
عرفتُك
ما زلت تلقائيّاً
كانسياب ماء الجدول
خذني إلى قطاف أوراق التبغ
أعِرني قدّومك والمنجل
قرّبني إليّ
لتتعرّف إليّ
طفلاً مثلك!
 
 [1]

[1عبد العبّاس: الإسم الأوّل المركّب لمزارع لبنانيّ عامليّ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى