

ظِلالُ الغيْثِ
يا غيثُ ظلّلْ قلبَ منْ نَزَحَا
واسْكُبْ لهُمْ من شَمْسِنا قَدَحَا
واغْسِلْ جِراحَ المُتعبينَ فِدًى
وارْسُمْ على وَجْهِ المَدى قُزَحا
يا غيثُ أنبِتْ في الرُّبى أرَجَا
مع كلِّ دمْعٍ فاضَ أو سَفَحا
كّنْ ليِّنًا يا بَرْدُ ما انْتَفَضَتْ
أرْواحُهٌمْ تحْتَ الثّرَى تَرَحَا
وامْدُدْ من الغَيْمَاتِ بَعْضَ يَدٍ
تَنْضُو رُكامًا نامَ ما بَرِحا
يا دِفْءُ لا تَهْجُرْ مواجِعَهُم
كُنْ بلسَمًا لأنينِ مَنْ جُرِحَا
كنْ للثَّكَالى بُردَةً وعَلى
خَدّ التَّمائِمِ لَهْفَةَ لمَحَا
كُنْ للأرامِلِ ملْجَأً وإلى
حُزْنِ اليَتامى رَحْمَةً مَسَحَا
وعَلى قُلوبِ النَّازفينَ سَنًا
ما خَطَّ قلبٌ في الفِدى وَمَحَا
فالحالُ جاوَزَ كلّ مُعتقدٍ
والجُرْحُ ليسَ يُطاقُ ما شُرِحَا
شاهَتْ وُجُوهُ الشَّامِتينَ أسًى
ولِكُلّ مَنْ في قَهْرِهِمْ سَمَحا
ولِمَنْ طَوى في النَّفْسِ ذِلَّتَهمْ
أو ضَنَّ بعضَ السُّوءِ أو جَنَحا
فالأمرُ قدْ بانَتْ مَساوئُه
وعَلى الضَّمائِر بانَ وافتُضِحا
يا رَبُّ كُنْ عوْنًا لِغزّةَ ما
لَهَجتْ بذكْرِكَ أنفُسٌ بِضُحى
ما هّدَّلَتْ مُقَلُ اليَتيمِ وَما
نامَ الدُّجى في حُزْنِنا وصَحَا
واجْمَعْ خُطى آمالِهِمْ ظَفَرًا
يا مَنْ لَهُ كُلُّ المَدى رَجَحَا
ولَسوفَ يصْحُو المَجدُ مُنْتَصِرًا
يَوْمًا على الأقْصى وَقَدْ فُتِحا