

صلوات في محراب أبي
في الذكرى السنوية لرحيله،
إعتاد الشاعر الراحل عبد اللطيف زغلول،
أن يحتفل كل ربيع،
بميلاد الزنابق البيضاء،
التي كان يحرص على زراعتها ورعايتها،
وكان يقيم لها حفلا خاصا يدعو إليه لفيفا من أصدقائه،
وقد رغبت أن أنوه لها في استهلال قصيدتي
تقرئُكَ الزنبقةُ البيضاءُ..الحبَّ وفاءً كلَّ صباحْيا شاعرَها الصبَّ الصدّاحْمَن غيرُكَ هامَ بها شوقاًمن غيرُكَ غازلها عشقاًوالعشقُ لزنبقةٍ.. في حُكمِ الشعرِ مُباحْقبَسٌ من فيضِ سناكَ..يسافرُ ما بينَ الأقمارْيرتادُ مداراً بعدَ مدارْوأراكَ.. يطلُّ مُحيَّاك المسكونُ رؤىً..نزلت تتوضَّأ وتصلِّيفي محرابيتتلو همساً آياتِ الحبِّفتغمرُ بالحبِّ كتابيوتلوِّنُ هذا الزمنَ المُجدبَ بالنوّارْالليلُ حزينٌ بعدَ رحيلِكَ..ليلَ نهارْما زالَ أسيراٌ في منفاهُمنَ الآصالِ إلى الأسحاْرْساعتُه دقّت والموعدُرقصت أنجمُها ساحتُهُلكنَّ الفارسَ ما وطئت..قدماهُ الساحةَ.. أو خفقت..في أوجِ عُلاها رايتُهُوسؤالٌ يعصفُ كالإعصارْهل حقّاً غبتَ..وغابَ شراعُ سناكَ عنِ الأنظارْالليلُ يحنُّ إلى السمّارِ..فبعدَكَ أقفرَ حضنُ الليلِ..منَ السمّارْلم تلمسْ يمناهُ أكوابَ الشعرِ..ولا طافَ الساقي بشرابٍ..يطفىءُ في شفتيهِ عطشَ النارْيا مطرَالكلماتِ المدرارْأنثرْ كلماتِكَ في محرابِ الحرفِ رؤىًلوِّنْ بالحبِّ يبابَ الأيامِ الجدباءْأمسحْ بصلاتِكَ..جرحَ الليلاتِ الليلاءْيا صوتاً ما غابَ صداهُيا موجةَ كِبرٍ تبحرُ في بحرِ إباءٍ..لم ينهِ الإعصارُ مداهُحلِّقْ في أوجِ فضاءاتٍ.. تمطرُ عبقاأبحرْ في ضوءِ نهاراتٍ.. تزهو ألقاقفْ عندَ المرفأ منطلقاجدِّفْ.. جدِّفْمجدافُكَ لم يرهبْ يوماًغضبةَ بحرٍ.. وحشةَ إبحارْأو تجديفاً عكسَ التيَّارْإن كنتَ هناكَفمنكَ أناما زلتُ هنا.. ما زلتُ هناكلماتُكَ ليتنسابُ على عطشِ القلبِتورقُ حبّاً.. تزهرُ حبّاًتحملُ من قلبِكَ لي قلباًكلماتُكَ تُدخلُني زمناًغيرَ الزمنِتُهديني وطناً يسكنُنيوطناً أحملُهُ في ركبيكلماتُكَ.. أقرأها شمساًتغتالُ العتمةَ في دربي