الأربعاء ٢ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم منير محمد خلف

صعبٌ غيابك أمي

عزاؤك يا أمّ

فوق حدود المكان

وفوق تخوم الكلام

وفوق التصوّر

أبعد من كلّ هذا العزاء .

عزاؤك ليس سبيلاً

لكي أتوارى عن الحزن

أو أنسخ الفقدَ فيه .

عزاؤك صمتٌ كبير

وحزنٌ عجوز .

مكانك في شامخ القلب

أيّ القلوب

تليق بمعناك يا أمّ !

أنت القلوب

وسكّانها الطيبون ..

.. العفيفون والهادئون

المقيمون في آخر الدرب

أنت الحنانُ

الذي سيغطي الوجود

إذا انزاح بعض اللحاف

أو انكشف الجزء منا ،

وأنت تقينا من الخوف والبرد

والصمت

من طعم هذا الغياب اللعين ،

ومن كل ما خلّفته يدا الفقد ،

.. مـرٌّ بعينيّ مرأى النجوم

ومـرٌّ سؤاليَ عنك

ومـرٌّ نهاري

ومرٌّ أنين لياليّ دونك

مرٌّ دوائي ومرٌّ شفائي

ومرٌّ هوائي ومائي ،

ومـرّ مجيء الصيام بدونك يا أمّ

مرٌّ سحوري ومرٌّ فطوري .

فكيف أقيسُ حياتي

إذا ما تصوّرتُ أنك لستِ بقربيَ في العيد

لا أستطيع بكلّ الوسائل تقبيلَ كفّيكِ

لا أستطيع اللجوء إليك

ولا أستطيع القصائد

فالشعر مـرٌّ

وكلّ التعابير .

.. ما أعجزَ الكلمات

التي لا تقولك !

كيف أقول .. ؟

وكيف الوصول..؟

كأنّ الوصولَ إلى بعض معناك

إنجازُ كل اللغاتِ

وسعيُ البلاغة

تدشينُ برج المعاني

وصمتي الصموتُ

كأني أمـــوتُ .

أقولُ : تجيئين بعد قليلٍ ،

وبعد كثيرٍ أمدّ انتظاري

على قدر هذا الغياب

الذي لا يموتُ .

ذهبتُ إلى الشام

قلتُ : سأرجعُ عند المساء إليكِ ،

وكم مرّة

كنتُ أذهبُ

ثمّ أعودُ

أراكِ مكلّلةً بانتظاري ،

يداكِ إلى الله مرفوعتان ،

تعدّان كلّ الدقائق

والشرفات التي لاتُعـدُّ ..

وهاأنذا قد رجعتُ

وبالموت.. والبعد

والمنتهــى

قد فُجِعـتُ .

***


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى