

سَتَخْرُجُ الشَّمسُ مِن نَفَق
عَدوِّي
لَهُ طَائِرَاتٌ،
لَهُ نَاقِلَاتُ جرَادٍ،
لَهُ حَامِلَاتُ قُرَادٍ،
لَهُ مَا لَهُ مِنْ رَمَادٍ،
لَهُ مَا لَهُ مِنْ غُبَارٍ،
لَهُ مَا لَهُ مِنْ أبالِسَةٍ وَقَرَاصِنَةٍ وَقَسَاوِسَةٍ وَكَرَادِلَةٍ
وَشيُوخٍ،
لَهُ مَا لَهُ مِنْ مسُوخٍ،
لهُ ما لَهُ مِنْ قِبَابِ حَديدٍ،عصَاباتِ وَأْدٍ،
صَهَاينةٌ يَشْرَبُونَ دِمَاءَ العَصَافِير وَالضَّوءِ وَالبُرتُقالِ،
صَهاينةٌ مِنْ نفَاياتِ هذِي المَجَرَّاتِ وَالعَالَم الهَمَجيِّ
لقدْ دنَّسُوا كلَّ شيءٍ.
وَنَحْنُ كَمَا نَحنُ نَحْلُمُ مثلَ الفرَاشَاتِ بالطَّيَرَانِ بَعيدًا
وَنحنُ لَنا الله،وَالشَّمسُ،وَالأَرضُ،
وَالعُشْبُ،والطَّيرُ،وَالطّفلُ،وَالطَّلَقَاتُ.
لَنَا مَا لَنَا مِنْ حَيَاةٍ تَعيشُ بدَاخِلنَا،
مِنْ نجُومٍ وأَزهَار لَوزٍ وَتِينٍ وقَمحٍ،
لَنَا مَا لَنَا مِنْ دُمُوعٍ وزَيتٍ يُضِيءُ الشَّوارِعَ،
لم يبقَ غير الخُطَی ونحيب الرَّصيف
علَی كتفِ الشَّجَرَاتِ.
فأينَ المقَاهي؟
وأينَ المدَارِسُ؟
أين المُعلِّمُ؟
أينَ التَّلَامِيذُ؟
أينَ المَشافِی؟
وأينَ الطَّبيبُ؟
وأينَ الجَريحُ؟
الجميعُ يؤَثِّثُ أحلَامَهُ في الجنَانِ
بلَا مُجرِمينَ،
بلَا قِمَمٍ وَ دمُوعِ تمَاسِيحْ.
وَنحنُ كمَا نحنُ أصحَابُ حقٍّ وَأرضٍ
لَنَا ذكرَيَاتٌ،
لَنَا أُغنياتٌ،
أنَا العَرَبيُّ ولِدتُ شَهيدًا،
شَهِيدًا أَمُوتُ،
وبينَ يدَيَّ قمَاطٌ وَرَصَّاصَةٌ
في فَمِي حجَرٌ وَبرَاكينُ ثأرٍ طَويلٍ
أنَا العَرَبيُّ غَدًا سَوفَ أكْبرُ،
أَجتَثُّ رأْسَ أَمِيركَا وَأوْرَامَهَا،
سَوفَ أَثأرُ من قَاتِلِي الكلِمَات،
غَدًا سَوْفَ أكبرُ،لَا لَنْ أسَامِحَ،
لَا لَنْ،وَلَنْ،
سَأقَاوِمُ،فَالقَلْبُ حَيٌّ،طَريٌّ وَأَخضَرْ
وَهَذي السَّكَاكينُ تَشْرَحُ لَحْمِي
وَلَحْمِيَ مُرٌّ وَصُلْبٌ وَمَالِحْ،
حَمَلْتُ عَلَى كَتِفَيَّ أَخِي
كَانَ يَنْزِفُ،يرْجفُ مِثلَ الفَراشَةِ
كَان يُحَدِّق فِيَّ وَيصْرخُ قَاوِم
وَقَاوِمْ،
وَقَاوِمْ.