
شاعر سوريا ينعي وضع العرب

سيفنا في أعناقنا
السَّيْفُ أَقْوَى وَفِيْ أَقْوَالِهِ الكَذِبُوَلَيْسَ فِي حَدِّهِ جَدٌّ وَلا لَعِبُأَقْوَى وَلانَتْ بِلا جَهْدٍ عَرِيْكَتُهُمِنْ بَعْدِ مَا العُرُبُ مِنْ دُنْيَا السَّنَى هَرَبُواقَدْ كَانَ يَوْماً مِنَ الأَيَّامِ نَاطِقَنَاوَكَانَ يَطْرَبُ مِنْ أَفْعَالِهُ الأَدَبُيُسَطِّرُ العِزَّ فِيْ أَوْرَاقِ ذَاكِرَتِنَاوَلَيْسَ يَشْكُوْ وَلا يَنْتَابُهُ التَّعَبُوَيَصْنَعُ المَجْدَ لا يُبْدِيْ مُكَابَدَةًوَلَيْسِ يُغْرِيْهِ ضَوْضَاءٌ وَلا صَخَبُمَا خَانَهُ سَاعِدٌ يَوْماً بِمَعْرَكَةٍوَلا تَخَاذَلَ فِيْ صَوْلاتِهِ سَبَبُوَلا نَبَا حِيْنَها فِي كَفِّ مُعْتَصِمٍوَلا بَنَا قَصْدَ أَنْ يُهْدَى لَهُ لَقَبُقَدْ كَانَ يَبْنِي بِلا شَكْوَى وَلا ضَجَرٍلا البَأسُ يُثْنِيْهِ عَنْ نَصْرٍ وَلا النَّصَبُقَدْ كَانَ يَبْنِيْ بِإِخْلاصٍ وَتَضْحِيَةٍوَكَانَ يَبْنِي لِيَسْمُو فِي السَّما العَرَبُدَانَتْ لأُمَّتِنَا فِي ظِلِّه أُمَمٌوَدَامَ مَا دَامَ بَتَّاراً لَنَا الغَلَبُلكِنَّهُ لَمْ يَدُمْ، قَدْ مَاتَ مُعْتَصِمٌوَجَاءَ أُمَّتَنَا مِنْ بَعْدِهِ العَجَبُقَوْمٌ يُحَرِّكُهُمْ إِيْمَاءُ مُرْتَجِلٍأََْو عَابِثٌ تَافِهٌ أَوْ فَاسِدٌ جَرِبُيَقُوْدُهُمْ لِضُرُوْبِ العُهْرِ كُلُّ هَوًىضَاعَتْ لِعُهْرِهُمُ الأَنْسَابُ وَالرُّتَبُكُلُّ المَرَاكِبِ مِنْ أَجْلِ الهَوَى رَكِبُواوَكُلَّمَا أَشْبَعُوا لَذَّاتِهِمْ رُكِبُواوَكُلَّمَا سُئِلُوا للهِ مَسْأَلَةًتَضَاحَكُوا ثُمَّ قَالوا: إِنَّنَا جُنُبُقَوْمٌ تَتَالَى عَلَى هُزْءٍ بِهِمْ أُمَمٌبَلْ أَصْغَرُ النَّاسِ أَخْلاقاً بِهِمْ لَعِبُواقَوْمٌ غَدَا السَّيْفُ مِنْ تَقْصِيْرِهِمْ ثَلِماًمِنْ اِسْمِهِمْ خَجِلاً يَبْكِيْ وَيَنْتَحِبُفَلَيْسَ يَفْرِيْ وَلا يَكْوِيْ وَلا يَثِبُوَصَارَ مِنْ ضَعْفِهِ يَفْرِيْ بِهِ الخَشَبُالسَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً غَدَا نَبَأًفَالْوَعْدُ زُوْرٌ وَفِيْ أَقْوَالِهِ الكَذِبُقَدْ كَانَ مَعْدِنُهُ فِيْمَا مَضَىْ ذَهَباًوَاليَوْمَ مِعْدِنُهُ الغَالِيْ هُوَ الحَطَبُقَدْ كَانَ يَحْمِلُهُ الفُرْسَانُ فِيْ طَرَبٍوَاليَوْمَ مِنْ ذِكْرِهُ يَنْتَابُنَا التَّعَبُيَنْتَابُنا المَغْصُ وَالإِسْهَالُ مِنْ جَزَعٍمِنْ حَمْلِهِ وَتُرَى فِيْ وَجْهِنَا الكُرَبُقَدْ كَانَ مَا كَانَ مِنْ مَجْدٍ وَمِنْ شَرَفٍحِيْنَمَا اسْتَحَقَّ الحَيَاةَ الحُرَّةَ العَرَبُهَلْ نَسْتَحِقُّ الحَيَاةَ اليَوْمَ يَا صَنَماًمَضْمُوْنُهُ صَدِئٌ وَالشَّكَلُ مُضْطَرِبُهَلْ نَسْتَحِقُّ الحَيَاةَ اليَوْمَ يَا صَنَماًمَا فِيْهِ شَيءٌ إِلَى الأَمْجَادِ يَنْتَسِبُهَلْ نَسْتَحِقُّ الحَيَاةَ اليَوْمَ يَا عَرَبٌأَشَدُّ مَا فِيْهُمُ الْهَذْرُ وَالعَتَبُسِلاحُنَا اليَوْمَ قَبْلَ الغَيْرِ يَجْرَحُنَايَفْرِي بِنَا مِثْلَمَا يَفْرِي بِنَا اللَّهَبُتَارِيْخُنَا الفَذَّ وَالجَبَّارُ صَارَ سُدًىعَلَيْهِ نَبْكِي وَيَبْكِيْنَا وَيَنْتَحِبُأَخْلاقُنَا انْدَثَرَتْ أَوْ رُبَّما انْتَحَرَتْأَسًى وَصَلَّى عَلَيْهَا عَقْلُنَا الخَرِبُوَلَمْ تَعُدْ مِثْلَمَا كَانَتْ مَكَارِمُنَاوَرَاحَ يَسْرَحُ فِيْها العَتُّ والجَرَبُوَسَيْفُ أَمْجَادِنَا صِرْنَا لَهُ هَدَفاًمِنْ بَعْدِ مَا فَاتَهُ فِيْ غَيْرِنَا الغَلَبُأَغْوَتْهُ جَائِزَةٌ أَوْ بَعْضُ أَوْسِمَةٍأَغْرَاهُ مَهْمَا غَلَتْ أَثْمَانُهُ اللَّقَبُفَرَاحَ يَطْعَنُ فِي تَارِيْخِنَا طَرِباًوَرَاحَ يَقْلِبُ مَا أَجْدَادُهُ كَتَبُوافِيْمَا مَضَى كَانَ فِي أَمْجَادِنَا سَبَباًوَاليَوْمَ يَنْتَابُهُ مِنْ ذُلِّنَا الطَّرَبُيُسَجِّلُ الذُّلَّ فِي أَوْرَاقِ ذَاكِرَتِنَافَخْراً وَتَنْقُلُ تَسْجِيلاتِهِ الكُتُبُوَيَصْنَعُ الْمَجْدَ لِلأَعْدَاءِ مُفْتَخِراًوَإِنْ رَأَى الْمَجْدَ فِيْنَا شَقَّهُ الوَصَبُضَاعَتْ هُوُيَّتُهُ، ضَاعَتْ هُوُيَّتُنَاوَضَاعَ مَنْبَتُنَا وَالأَصْلُ وَالنَّسَبُكُنَّا نُسَاعِدُهُ مِنْ أَجْلِ عِزَّتِنَاوَاليَوْمَ إِنْ كَانَ فِيْنَا العِزُّ نَكْتَئِبُدَانَتْ لأُمَّتِنَا فِيْمَا مَضَى أُمَمٌوَاليَوْمَ نُرْكَبُ فِي ذلٍّ وَنُحْتَلَبُنَلْقَى الهَوَانَ فَلا نُبْدِيْ مُمَانَعَةًوَلا يَثُوْرُ عَلَى خِذْلانِنَا الغَضَبُتَبْكِيْ هُوُيَّتُنَا مِنْ بُؤْسِ حَالَتِهَاوَكُلُّ مَا عِنْدَنَا مِنْ مُنْجِدٍ تَعِبُتَبْكِيْ كَرَامَتُنَا مِمَّا يَحِلُّ بِهَامِنَ الأَذَى فَتُدَاوِيْ جِرَحَهَا الخُطَبُنَثُوْرُ فِيْ وَجْهِ أَهْلِيْنَا كَعَاصِفَةٍوَعَنْ مُوَاجَهَةِ الأَعْدَاءِ نَحْتَجِبُوَنَمْنَعُ الخَيْرَ عَنْ أَصْحَابِنَا سَفَهاًوَإِنْ مَشَى لِلْعِدَا يَنْتَابُنَا الطَّرَبُوَيَرْقُصُ القَلْبُ إِنْ أَعْدَاؤُنَا انْتَصَرُواوَيَعْتَرِيْنَا الأَسَىْ إِنْ أَهْلُنَا غَلَبُوانُغْزَى فَلا نَشْتَكِيْ مُسْتَعْمِراً أَبَداًمَهْمَا عَلَيْنَا اعْتَدَى أَوْ رَاحَ يَغْتَصِبُبَلْ فَوْقَ ذَلِكَ ضَمَّتْ أُمْتِيْ عَجَباًمَا قَبْلَهُ عَجَبٌ مَا بَعْدَهُ عَجَبُنَدْعُو الغُزَاةَ إِلَيْنَا لا حَيَاءَ بِنَافَإِنْ تَأَخَّرَ غَازٍ هَزَّنا الغَضَبُنَعَمْ، هُنَا هَزَّنَا مِنْ عُمْقِنَا الغَضَبُفَهَلْ حَوَتْ مِثْلَنَا فِي ذُلِّنَا الحِقَبُفِيْ مِثْلِ أَقْوَالِنَا وَالفِعْلِ مَا شَهَدِتْأَشْبَاهَنَا تَحْتَها أَوْ فَوْقَهَا التُّرَبُهَلْ نَسْتَحِقُّ الحَيَاةَ اليَوْمَ يَا صَنَماًمَضْمُوْنُهُ صَدِئٌ وَالشَّكَلُ مُضْطَرِبُهَلْ نَسْتَحِقُّ الحَيَاةَ اليَوْمَ يَا صَنَماًمَا فِيْهِ شَيءٌ إِلَى الأَمْجَادِ يَنْتَسِبُهَلْ نَسْتَحِقُّ الحَيَاةَ اليَوْمَ يَا عَرَباًمَاتُوا وَلَمْ يَبْقَ مِنْ بُنْيَانِهِمْ عَصَبُمَاتَ الرِّجَالُ وَأَشْبَاهُ الرِّجَالِ بَقُواهذِي المَلايِيْنُ فِي بُنْيَانِهَا العَطَبُلَوْ لَمْ تَكُنْ خَرِبَتْ هَلْ كَانَ يَنْهَشُهَاكَلْبٌ وَتَرْكَبُهَا الأَرْزَاءُ وَالنُّوَبُ«أَكَادُ أُوْمِنُ مِنْ شَكِّيْ وَمِنْ عَجَبِي»بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَدَّ المَدَى عَرَبُوَلَمْ يَكُنْ مَا مَضَى تَارِيْخَنَا أَبَداًوَأنَّ أَمْجَادَنَا كُلاًّ هِيَ الكَذِبُ