

سيرة الفنانة التشكيلية فاطمة المُحِب
الولادة والنشأة:
ولدت فاطمة إبراهيم المحب في القدس-فلسطين حي الشاويش في العاشر من كانون الثاني 1927م (-10/1/1927م) ورقم شهادة الميلاد في وزارة الصحة الأردنية 42173 أ والمبلغ عن ولادتها المختار يوسف سموم.
المعلم الأول لفاطمة المحب:
المعلم الأول لفاطمة المحب هو جمال الطبيعة ، والمعلم الثاني هو المعلمة وصفية الفقاعي التميمي التي كانت تحضر لها الورق والألوان لتعبر عما يجول في خاطرها قبل معرفتها للكتابة. ومعلمتها أبضا شقيقتها الطبيبة زينب المحب التي رسمت الملك فاروق.
العودة إلى فلسطين: بعد وفاة والدها عادت إلى القدس ودخلت المدرسة وتفوقت بالرسم وشجعها بالرغم من عدم تفهم المجتمع للرسم وتمييزه عن التصوير وتلقت دراستها الثانوية في فلسطين
الدراسة الجامعية:
نتيجة تفوقها في المدرسة حصلت على بعثة دراسية لدراسة الفنون في جامعة ابراهيم باشا في القاهرة- المعهد العالي للفنون الجميلة في مصر ثم أكملت دراستها في أمريكا وتم قبولها في العاشر من ابريل سنة 1946م أمضت في الدبلوم ثلاث سنوات لتفوقها علما بأن مدة الدراسة في قسم الفنون الجميلة خمس سنوات وقد التحقت الطالبة فاطمة المحب بالسنة الثالثة ونقلت إلى الرابعة ثم الخامسة ونالت الدبلوم في 27/6/1947م.-أنظر شهادة وزارة المعارف العمومية.
العمل والوظيفة:
*عملت في الدعاية السياحية في وزارة السياحة الاردنية ثم رئيس قسم في وزارة السياحة.
حملت بطاقة رقم س ع/8/417 بتاريخ 7/7/1980م صادرة في عمان بوظيفة رسام للدعاية السياحية، وحملت بطاقة رقم س ع /1/417 بتاريخ 3/6/1981م صادرة في عمان بوظيفة رسامة سياحية. كما حملت بطاقة رقم س ع /1/413 بتاريخ 4/5/1983 في عمان بوظيفة رئيسة قسم
*انتقلت إلى وزارة التربية والتعليم الأردنية للعمل موجهة للتربية الفنية وكانت ضمن اللجنة المكلفة بإعداد منهاج التربية الفنية.
مذهبها في الرسم:
المذهب التأثيري كما قالت بأنه يعبر عنها الفنان بحسب تأثيرها عليه وبحسب مشاعره فهو يجمع بين الطبيعة ونفسية الفنان.
صورتها غلاف مجلة آخر ساعة المصرية وغلاف مجلة سويسرية سياحية وظهرت في مشهد فيلم سينمائي سياحي عن كنيسة المهد باللغة الايطالية وفي فيلم امريكي. وكتبت عنها عدة مجلات منها الشرق الادنى والمختار ومجلة استا ومجلة هوليدي ومجلة الاخبار والعالم العربي وصحف كثيرة باللغة الانجليزية والعربية. أنظر: ابراهيم عبده خوري: جولة الأدب في شهر ن مجلة الأديب:مجلة تبحث في الاداب والعلوم السياسية والاجتماع-بيروت-يناير 1960 مجلد 37 صفحة58.
لوحتها الفنية السجين السياسي المجهول غلاف مجلة الشرق الأدنى –بيروت، العدد 96 في 1/1/1954م واللوحة الفنية عبارة عن سيدة معصوبة العينين تمثل الانسان المذكرات بيدها رمز السياسة وهي السيدة المشدودة بحبال تمثل السجن النفسي الذي هو التضحية عن يسارها جندي رمز الحرب وعن يمينها سيدة وطفل رمز السلام، فكرة التمثال أن الانسان، والخارطة على قاعدة التمثال تعني أن الموضوع انساني لا ينحصر في جنس معين وأنه يضحي بحريته لمساعدة الآخرين في حالتي السلم والحرب وأن يعتنق أي من الافكار والمعتقدات دون أن يضطهد أو يمارس العنف ازاءه.
*فنانة من الاردن فاطمة المحب،جريدة المساء تصدر عن دار الجهاد –الاردن العدد 370 في 5 رجب 1380هـ ،كانون اول 1960م. صفحة 35.
النشاط الثقافي والفني
*اشتركت في مسابقة السجين السياسي المجهول في لندن حيث اشترك في المسابقة 3500 فنان من سائر أنحاء العالم فاز منهم 80 فقط وفازت بالمرتبة الاولى في المسابقة ونالت هبة مالية من معهد الفنون المعاصرة وعرض تمثال لها في معرض تيت جاليري في لندن.
*اختيرت ادى لوحاتها لمعرض فني دولي بإشراف مجلة هوليدي الامريكية وكان عنوان الصورة قائد القافلة.
*اقامت معرضا على ظهر باخرة لشركة الملاحة الأمريكية
*الاسبوع الثقافي الفلسطيني المنعقد في القاهرة سنة 1990م واستلمت جائزة الفنون الجميلة في القاهرة من المرحوم ابو عمار.
كتاباتها:
*التربية الفنية وأهميتها وترى أن الثقافة الفنية ضرورية لكل إنسان .
قصائد شعرية لفاطمة المحب:
أهدى الربيع لأرضنا كل الجمال فبدت أريحا في بهاء كالخيالتهفو إلى نسماتها ولقد سرت فتعطرت بأريج زهر البرتقالولقد ترقرق ماؤها عذبا جرى من منبع السلطان يصفو كالزلالروض بها يعلو النخيل خلاله وترى الحقول وقد أحاطتها التلالوالشمس عند شروقها قد لونت سحب السماء كأنما فيها اشتعالجذبت أريحا من أحبوا حبوها سعدو بها في راحة وهدوء بالفيها جمال الشرق فيها سحره في بهجة بعثت بهم خير انفعالفالدفء في أرجائها متوفر وقت الشتاء وقد غدا فيه اعتدالتلقى البساطة بين أهليها كما تجد المكارم عندهم أحلى الخصالفوجوههم تبدو ببسمة طيبة وهواؤها يشفي المريض من اعتلالوترى الجميع تألقوا بمودة عند الربيع كأنما فيه احتياليا أعمق الأغوار في الدنيا لقد جاوزت سطح البحر باعدت المجاليا أقدم المدن التي قد عاصرت فجر الزمان وقاومت مر القتالكم امة سارت على هذا الثرى ولقد طواها كل عصر في الزوالجبل القرنطل قد تعالى شامخا في روعة ما مثله بين الجبالرمز لتجربة مضت فكأنه حصن منيع قد غدا صعب المنالفي جوفه حفروا بيوتا فذة فتعبد الرهبان فيها في انعزاليا بقعة طاف المسيح ديارها وشفى بها الأعمى فأبصر كالمحالنهر الشريعة قد جرى في قربها كانوا به يتباركون ولا يزاليا نهر كم عبرت عليك قلائل أيامهم ما بين سلم ونضالأما السماء ففي المساء إذا صفت تلقى النجوم تلألأت معها الهلالفغذا غدا بدرا سيسكب نوره من فضة فوق البحيرة والرمالوبنو أمية شيدوا مجدا هنا ولقد مضوا ما مثلهم بين الرجالشرقا وغربا قد أحاطوا شهرة بنفوذهم وصولا بلاد البرتغالذا قصرهم وأمامنا آثاره عجبا لقوم فمنهم بلغ الكمالعجبا لرسم شجيرة بفروعها وبقربها أسد سيمسك في غزالوخيام بدو في السهول رايتها فيهم رعاة عندها حطوا الرحالفتياتهم فيهن سحر براءة يمشين خجل ومن غير ابتذالأزياء شرق والجمال طبيعة من غير تزييف ولا من صنع مالكم سرت وحدي بين روض ناضر فجلست في ببارة تحت الظلالما بين زهر الياسمين وعطره ما بين ورد باهر فيه اكتمالوسمعت تغريد الطيور تجاوبت مع عازف للناي اشجي في ارتجالومياه واد قد جرت فوق الحصى لمعت كحبات اللآليء في ابتلالتنساب في همس له إيقاعه فيها الصفاء وقد جرت فيها الدلالفجميع ما حولي كجنات بدا سبحان ربي مبدع هذا الجماليا من تأمل في الطبيعة إنما تزداد إيمانا وتخشع للجلالولقد مررت على الضواحي أنها تبدو كأطلال وفيها الحال مالكم من بيوت قد خلت من أهلها نزحوا بعيدا هائمين وفي ارتحاللهفي عليهم أين صار مقامهم الله معهم لن يتيهوا في الضلالفغدا سيرجع هؤلاء لحيهم بعد النوى مهما جرى البعد طاللن يسعد المرء المنافق مطلقا مهما تستر خلف معسول المقالذكرى أريحا دائما في خاطري وتساءلت نفسي بأكثر من سؤالتشتاق للماضي الجميل ببشره الله يصلح حالنا في خير حالربي فحقق دائما آمالنا أنت الذي ندعوك دوما في ابتهال
جريدة البشير المقدسية -22/4/1972م صفحة 3
عاصفة الثلج
الغيم يجري داكنا علا الفضاء والكون يغدو ثائرا يوم الشتاءنزلت على الجو الكثيف برودة تزداد في لمح وتسري في الهواءوتتابع المطر الغزير على الربى فرأيته متجمعا بسيول ماءرعد وبرق واشتداد عواصف لدويها رجع وللبرق السناءالرعد يقصف هادرا متتاليا والريح تعصف عاليا في كبرياءحجب الضباب مناظرا خلابة فأحاطها في لحظة في جو الخفاءفي غرفتي نار تكاثر وهجها فيها جمال حالم ولها ازدهاءالدفء داخلها بدا متوفرا والربد خارجها غدا في انطواءهمت الغيوم وسارعت قطراتها متسابقات في النزول من السماءفتلامست بزجاج نافذتي هنا وتحولت بردا في نقاءوتساقطت ثلجا خفيفا هائما ببياضه غطى الحديقة والفناءقد راح يندف في هدوء شامل فكأنه سحر الحنان مع العطاءلنزوله همس له إيقاعه لحن الطبيعة راح ينشد في ثناءخضر الرياض لقد كستها حلة بيضاء تبدو وقد تناهت في الزهاءوترى الصغار تراشقوا ثلجا كما قد رددوا في بهجة أحلى الغناءونظرت حولي في فضاء شايع أهدى إلى نفسي شعورا بالصفاءفجميع ما حولي كلوحات بدا سبحان ربي مبدع في ما يشاءيهدي إلى الفنان وحي رسومه لتكون تعبيرا رقيقا في الأداءشجر تغطى بالثلوج كأنه في عيد ميلاد يرنم للبقاءونظرت من بعد إلى القدس التي قد عمها نور القداسة والبهاءكست الثلوج قبابها وبيوتها كست الضواحي والحقول على السواءوترى المآذن والكنائس قد علت فتجاوبت أصداؤها عند الدعاءللقدس ذكرى دائما في خاطري وأحب رؤياها في اللقاءإن الثلوج إذا طغت في حدة تقسو على الإنسان تورثه العناءرغم الجمال فكم بيوت هدمت كم شردت من أبرياء إلى العراءقد طال في تلك الأمور تأملي كم جال فكري علني أجد اهتداءفكذا الحياة بمرها وحلوها مد وجزر بين يأس أو رجاءأوقاتنا تمضي كطيف عابر فكأنما كانت سرابا أو هباءولئن تباعد أمسنا الماضي فذا يوم جديد قد يلي فيه الرضاءفإذا رأيت اليوم يعصف في غدي لن أنثني أبدا سراعا للوراءتجد السعادة دائما بعد الأسى هي كالربيع يحل من بعد الشتاءواليسر بعد العسر تلقاه أتى مثل النهار يعود من بعد المساءثلج الشتاء بعصفه وبرده يتلوه صحو هادئ بادي الرخاءوالبرق لولا ظلمة الأجواء ما لمع الوميض له وما ظهر الضياءفالغيث بعث للحياة بأسرها هبة السماء وخيره كان السخاءهو آية الله لنا في أرضنا يهدي إليها زخرفا بعد ارتواءما العمر إلا منحة محدودة لا لن نضيعه في متاهات الشقاءلن يسعد المرء المنافق مطلقا مهما جرى خلف المصالح والرياءما أبدع الدنيا إذا عشنا بها من غير أحقاد ولا من العداءلن يذبل القلب الكبير إذا سما ليكون رمزا للمحبة والوفاءربي فحقق دائما أمالنا أنت الرحيم ومالك أمر القضاء
جريدة البشير المقدسية بتاريخ 19/2/1972م صفحة 2.
المراجع
*أحمد رفيق عوض: لقاء مع الفنانة فاطمة المحب: مجلة الاسبوع الجديد –القدس العدد 82 بتاريخ 1 آب سنة 1992م صفحة 49-51.
* ابراهيم عبده خوري: جولة الأدب في شهر ن مجلة الأديب:مجلة تبحث في الاداب والعلوم السياسية والاجتماع-بيروت-يناير 1960م.
*رسم تعبيري يصور حياة البدوي في مملكته الشاسعة: لوحة فنية للفنانة فاطمة المحب،جريدة المساء تصدر عن دار الجهاد –الاردن العدد 370 في 5 رجب 1380هـ ،كانون اول 1960م. الصفحة الاولى عمود 4-5.
*فاطمة المحب: رسامة فلسطينية من الاوائل،جريدة الحال ،العدد الخامس بتاريخ 2/7/2005م صفحة 9.
*لقاء الفنان عمر الجلاد –رام الله- 20/1/2016م .