

سويس مصر فريد طه
الشاعر فريد طه هو من الأصوات الشعرية الصادقة.. عاش في الشرقية بصفة خاصة ومصر بصفة عامة هموم الإنسان وكفاحه وسط الغيطان.. مع الفأس والمحراث ولأنه أحد فرسان الهيئة القومية للاتصالات التى تحولت إلى الشركة المصرية للاتصالات عمل بكل جهد وإخلاص وغاص وسط الطبقة العمالية وعبر بكلمته عن الإنتاج والأصالة المصرية.
يعد الشاعر فريد طه أحد الشعراء الذين عاشوا كفاح أمته المصرية وعبر عن الوطن وصموده فعندما قامت إسرائيل بالهجوم المباغت على مصر في الخامس من شهر يونيو عام 1967 واحتلت سيناء رفض الهزيمة وفي يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر يوليه قامت بقصف الأهداف المدنية ولم تسلم مصانع البترول والمنشأت الصناعية منه ولذا كان قرار القيادة السياسية بتهجير شعب السويس ومدن القناة إلى بعض المحافظات المصرية القريبة ومنها محافظة الشرقية.
لم تمت مصر بل واصلت العمل وأخذت بالعلم لأجل تحرير الأرض المحتلة وتحقق الأمل في السادس من شهر أكتوبر عام 1973 عندما عبرت القوات المسلحة قناة السويس وأقتحمت خط بارليف والصعوبات التى وضعتها إسرائيل.
مرحلة كفاح مصر عاشها الشاعر فريد طه وعبر عنها في قصيدته التى بعنوان (السويس) وفي بداية القصيدة نجد رفض التهجير والتأكيد على أصالة السواسية وأن تراب السويس لايمكن أن يهون:
الكل هاجر وانا وانتِ وليل عاتىوفارقت فى الغربه أمى وابويا واخواتىوقالوا لى هاجر جاوبهم دمعى وسكاتىقالوا لى هاجر.. صرخ صمتى.. وأناتىقالوا لى هاجر.. معدش غير خراب آتىقلت اللى خايف يهاجر.. أما انا وهىم المستحيل نفترق دى الضى لعنيهلو هان تراب السويس. محنش سوايسيه
عاش الشاعر فريد طه أيام الصمود والبطولات.. الصبر والتحدي.. وقبل عبور الجيش عبر هو بحلمه وأماله حيث أستشرف الغد عندما وقف على رمال سيناء مناديا أبطال مصر ففي النص نفسه قال:
وعشت أيام صمودك.. ملحمة بطولاتوصبرت رغم التحدى والمحن فى ثباتوانـا وانـتِ خنـدق فــى خنـدقذات بتعشق ذاتووقفت ساعة التحدى، قلت أنا اتحديتوقبل م الجيش يعدى.. كنت أنا عديتوف قلب حضنى العفى للضفتين ضميتووقفت فوق رمل سينا ع الرجال وناديتيا مصر قومى اعبرى.. قالت أنا لبيت
ثم عبر الشاعر فريد طه عن العبور المصري يوم السادس من أكتوبر 1973 وشارك الأبطال فرحة العبور وكسر حاجز الخوف وقدم لنا صورة في غاية الجمال لحظة الاستشهاد ونزف الدم الذي شكل الوطن والحروف.. هذا الدم كان مهر النصر العظيم:
وعبرت ويا الرجال جسر الألم والخوفعناد وصبر وتحدى.. شئ غير المألوفصفوف بتدفع صفوف.. وألوف وراها ألوفبركان غضب وانفجر.. وانا فى النزال معروفوفجأة دمى نزف.. شكل وطن وحروفسايل على رملها.. ملهوف على ملهوفوارجع لحضن السويس.. شهيد وروح بتطوفأضحك.. يسيل دمعها.. وانا فى العلم ملفوف
لأن مصر هى الوطن والسكن والأرض والعرض نجد قصيدة أخرى للشاعر فريد طه بعنوان (مصر أم الدنيا) وقد قام الموسيقار الدكتور فتحي الصنفاوي بتلحين القصيدة وفي أعياد الثورة عام 1981 وبحضور الرئيس محمد أنور السادات غنتها الفرقة السيمفونية العسكرية (فريق الكورال العسكرى):
مصــر أم الدنيا مصـر مصرمصر مجد عزه مصر مصرأنتى وجودنا أنتى خلودنا أنتى الروح والعقل يامصرمصر أم الدنيا مصرمصر أحمس مصر مينا مصر خوفو الأهراماتمصر نبض قلوبنا فيــنا مصر ملحمة الساداتشعب واحد شعب مصر فكر واحد فكر مصرعزم واحد عزم مصـر حب واحد هو مصرمصر أم الدنيا مصرالتاريخ يشهد ياغالية العروبة هيا مصروالعروبة عارفة إنك إنتصارها فى كل عصرالرجوله والاراده والبطولة والشهادةوالقيادة والريادة والقرار الحر مصرمصر أم الدنيا مصرمصر ياواحة أمان والمحبة نهــر نيلكياللى صحبتى الزمان الايمان ديما دليلكمايو نور لك مسارك والعبور شرف رجالكوالسلام بعد إنتصار كان قرارك لابن مصرمصر أم الدنيا مصرمصر جامع جار كنيسةمصر أحمد.. مصر عيسىدم واحد كنا ديما مصر درتنا النفيسةالمصير ديما مصيرنا والإله على طول ناصرناوف سماحة مصر صرنا عيله وأم الكل مصرمصر أم الدنيا مصر
في هذه القصيدة قدم لنا الشاعر فريد طه عظمة مصر الأم منذ أحمس ومينا وخوفو الذي خلده هرمه الكائن في الجيزة وحتى فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات.
أيضا في القصيدة نجد الثقافة التاريخية الجميلة للشاعر فريد طه وإيمانه وتأكيده للعالم كل العالم بأن مصر هى واحة الأمن والأمان والمحبة ومهما حاول البعض زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين سوف تظل مصر بوحدتها وسماحتها ومحبتها فالجامع جنب الكنيسة وأحمد الأخ لعيسى.
من هنا نقول لكل عشاق الفتنة.. من أرد مصر بسوء خاب وخسر.. فجرجس وبطرس وتريزة أشقاء محمد ومحمود وعزيزة في الوطنية والإنسانية وفي هذا الصدد أذكر خلال معارك أكتوبر 1973 م رمضان 1393 هـ وفي ميدان القتال كان البطل غريب عبد التواب يقاتل بشجاعة وأثناء أداء مهمته إذ بمجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بالهجوم المضاد باتجاه الشط وعلى الفور اشتبكت مجموعة الصاعقة بقيادة البطل الرائد غريب عبد التواب مع هذه الدبابات واستطاعوا تدمير بعضها ثم اندفعت ثلاث دبابات إسرائيلية فى اتجاه المصطبة المتواجد عليها البطل فاندفع تجاه الدبابة الإسرايلية الأولى تحت وابل من الرصاص ثم قفز فوق الدبابة وفتح برجها وألقى قنبلة فتحولت الدبابة إلى كتلة من اللهب. فى نفس الوقت كان البطل الجندى شنودة راغب يتعامل برشاشه مع الجنود الإسرائيليين فى محاولة لحمل قائده البطل الرائد غريب عبد التواب بعيداً عن الموقع ولكن الطلقات الإسرائيلية تمكنت منهما فاستشهدا وكل منهما يحتضن الآخر وهو قابض على رشاشه فى لوحة يعجز أى فنان مهما أوتى من عبقرية أن ينقلها إلى أرض الواقع.