| ســالـَتْ بالخَمرَة أسْطـُرُهُ |
فـَتـَمايـَلَ قـَلـْبي أشـْعـُـرُه |
| وَأتـــــاهُ البـَدْرُ فـَأنـْشـَدَهُ |
بـِلـَذيـذِ الـقـَولِ يـُقـَطـّـرُهُ |
| أعـطاهُ الـوَردُ عَلى خـَجَلٍ |
أسراراً كـانـَتْ تـَأســرُهُ |
| وأباحَ العـُمرَ فـَما نـَطـَقا |
فـَـعـَظيـمُ المـَقـْصَدِ أقـْـصَرُهُ |
| مَرَّت بالروضِ مـَلامِحُهُ |
فـَهَممْتُ فـَرَدَّ تـَعـَـذّرُهُ |
| كم جاء الصبحُ فأرَّقـَهُ |
لـَمّا بالشَّمسِ يـُبـَشـّـرُهُ |
| الفـَجـْرُ يـَنامُ عَلى يــَدِهِ |
مـَنْ ذا للـثـَلـْجِ يـُكـَسّـرُهُ |
| أهـْدَتـْهُ العـَيـْنُ مَحاسِنـَها |
إذْ جــاءَ المَنـْظـَرُ يـَنـْظـُـرُهُ |
| فسـَكَبـْتُ الزيـْتَ وصِرْتُ لـَهُ |
في الرَّسْمِ فـَجَلَّ تـَصَـوّرُهُ |
| الريشـَة ُ تسـْكُنُ لـوحـَتـَه |
لتـَراهُ ومنْ ذا يـبـْـصُرُهُ |
| أنـْكَرْتُ القولَ وجـِئتُ لـهُ |
إذْ راحَ الصـَمْتُ يـُثــَرثـِرُهُ |
| ما ذنـْب الـرّوحِ أسائلُهُ ؟ |
أرَفــيـفُ الـقـَـلبِ يـُؤثــّرُهُ |
| إن شاءَ أتيتُ بلا نـَفـَسٍ |
ألُهـاثُ النَّـفـْسِ يُــكَــدِّرُهُ |
| فـَجَـعـَلـْتُ العــَينَ بلا هـُدُبٍ |
وحـَسِبْـتُ الهُـدبَ يـُقـَشـّرهُ |
| غـادَرتُ الـقـَصْرَ على عـَجَلٍ |
إذْ راحَ النـَجـْمُ يؤطـّرُهُ |
| وغـَدَوتُ لـعَلّي ألحَقـُهُ |
فأتى بالنجــمِ يـُسَطـِّرُهُ |
| أحـْضَرْتُ الكَرْمَة َ أعْــصرُها |
ما عادَ الكأسُ فأُسْـكِرُهُ |
| نـَزَلَتْ بالزَّهْـرِ ضـَفـــائِرُهُ |
عِـقـْدُ الـياقوتِ يـُخـَصـِّرُهُ |
| فحـَبا أحـْضَرْتُ لـَهُ لـَبـَنـاً |
وشِفـاهُ الــطِّفـْلِ تُكــَرْكـِرُهُ |
| فـَأطـَلَّ الـورْدَ بـِإصـْبعِهِ |
ما كادَ العـسّ يـُحـَذّرُهُ |
| فـَقـَطَفـْتُ الهـالَ لـَهُ خـالاً |
وَأمـَرْتُ وَمـَنْ ذا يَأمـُرُهُ |
| لـَو كــانَ الـبَحــْرَ سـَأبْحـُرُهُ |
أوْ كــانَ الـسحْرَ سَأُسـْحَرُهُ |
| أوْ كـانَ النـارَ سـأعـْبُرُهُ |
أوْ كـانَ الـجـَنـَّة َ أشـْكُـرُهُ |
| أهـْدَيــْتُ الـشَّمـْسَ لـَهُ قـَمـَـراً |
فـَرَمـى بالـشـَّمـْسِ تـَقـَمـّـُرُهُ |
| مَوْلايَ وَعـَفـْوَكَ أقـْصـُدُهُ |
صَـوَّرْتُ فـَعـَـزَّ تـَـــصَوّرُهُ |
| الهـُدهُدُ جاء فأنـْبَأني |
أنـّي مـَنْ كـُنـْتُ سـَيَعـْذُرُهُ |
| أفنيتُ النفسَ لألمـَحهُ |
أبـَـقــاءُ الـنـَّفـْسِ يُــؤَخـِرُهُ |
| زَعـَمَ الـواشونَ فـَأنـْكـَرَهـُمْ |
إذْ راحَ الـُعـمْرُ يـُفـَسِّرُهُ |
| كـَمْ قـالَ الــحَقـْلُ عـَلى يـَدِهِ |
ما قـالَ الـوَرْدُ وَأحـْمَرُهُ |
| لوْ رام َ الوَصْفُ لـَهُ قـَدَراً |
ما شأنُ الوَصْفِ يـُقـَدِّرُهُ |
| كَغـِيابِ الـرّوحِ تـَنَهـُّـدُهُ |
أُعـْطي وَالعـُمْـرُ يُقـَصِّــرُهُ |
| لـَوْ شاءَ المـُلكَ منـَحتُ لـَهُ |
أوْ يـَهْوى الأمـْــرَ أُأمـــِّرُهُ |
| أو رامَ الشعرَ نـَظـَمـْتُ لَــهُ |
وَعَلى جَنـْبـَيَّ سأنـْـثـُرُهُ |
| ومـدادي الدمعُ فأن نضـَبَتْ |
عـَيـْني. بـِالـدَّمِّ سَأذكــــُرُهُ |
| أهواهُ بـِما لي مِنْ وَرَق ٍ |
وعـَـذابُ الحـَرفِ يـُكـرِّرُهُ |