الجمعة ٢٠ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم سعداء الدعاس

سرقة علمية تكشفها (مسرحنا)

يتميز معظم النتاج النقدي العربي باستعانته بالعديد من المصادر والمراجع الأجنبية، فهل قرر أحدنا التعرف على حدود تلك (الاستعانة)؟. تساؤل محير بقدر ما هو مخجل... لدرجة قد تشلنا عن التفاعل الايجابي واخبار ذلك الأجنبي بالحقيقة المؤلمة: أن بعض باحثينا يسرقون جهدكم أحيانا!

ففي اللحظة الأخيرة لا نعلم كيف تخترقنا العنصرية التي نستمدها بفخر من قوميتنا العربية... متغاضين عن قيمنا وأخلاقياتنا.. فنسكت عن هذا ليتشجع ذاك.. وتكتظ مكتباتنا بالدراسات العربية الناقلة.. أو السارقة بمعنى آخر.

تساؤلاتي جاءت مدفوعة بكارثة أدبية / أخلاقية بثتها مجلة (مسرحنا) المصرية قبل أسابيع، حين قارنت بين كتاب نقدي لباحثة (أكاديمية) عربية، وآخر يعود لأحد أهم النقاد المصريين. تم تشريح الكتابين بتفصيل دقيق أفصح عن جرأة تلك الكاتبة في سرقة جهد ذلك الناقد دون وعي منها بالفضيحة المحتملة، مما يجعلنا نتساءل عن كم الكتب والدراسات المنقولة عن أخرى (أجنبية) دون أن يكتشفها، أو يكشفها أحد!

لا أحاول طرح الألغاز، ولا يعنيني الاشارة لأي طرف من الأطراف المعنية، لكني أتوجه لذاك الناقل / السارق، لأذكره بأن الحياة لن تضحك له دائما، فإن لم يتم تعريته بفعل ناقد يقظ يفضح سرقاته، كما حدث على صفحات (مسرحنا)، فستعريه ندوة يشارك فيها، أو سؤال محرج يطرحه تلميذ واعٍ.

البحث العلمي (إبداع) محكوم بالمصادر والمراجع، وبالتالي ليس كل انسان مشروع باحث / مبدع، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة بالتأكيد. لكن البعض يرى في البحث العلمي وسيلة لوجاهة محمولة على أكتاب حروف لها سحرها المباشر، فحرف (الدال) سرعان ما يتحول إلى مميزات معنوية ومادية بمجرد أن يقترن بالنقطة، ولا يكتفي البعض بالـ (د. )، لنجد من يقاتل في سبيل (أ. ) تتيح له مزيدا من التمرغ بالدعوات المجانية لمهرجانات وندوات لا يفقه معظم فعالياتها.

في هذا الصدد أتذكر حيرة إحدى زميلات الدراسة بعد أن أنهينا أولى مراحل الماجستير، وبدأنا بالتحضير للأطروحة، إذ سألتني: ما هو الموضوع الذي تقترحين عليّ تناوله في البحث؟ حاولت التملص من الاجابة، لكنها ألحت، فأشرتُ بسبابتي لرأسها، لم تعِ المغزى، عندها أضفت: لابد أن تتناولي فرضية تسكن فكرك، تشكل هاجسك الأول، وترسم دروبك أحيانا. ولا يفترض لأي من كان أن يُملي عليك ذلك الهاجس.. أويلقنك تلك الفرضية... عندها ستقاتلين بشراسة تتدثر تحت مخالبها المتعة.. وإن لم يسكنك هاجس ما.. تنازلي عن حلم دبره لك المجتمع.. وكوني دائما (أنتِ)..

بعد أيام وجدتُ زميلتي تلك في مكتب أحد الأساتذة تسأله: هل لديك فرضية جيدة أتناولها في البحث؟!

 [1]


[1بوح أخير:

استمتعت مؤخرًا بالعديد من الاعتراضات التي وصلتني من طلبة الجامعة الأميركية في الكويت، على إثر مقالي السابق ( AUK Shame on You!)، لكن الغريب أن من بينها أصواتـًا رجالية، في حين أن العرض كان مخصصًا للنساء فقط !!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى