ما القوم إلا سادة وعبيد
يا صاح قل لي ماتراك تجيد
ألديك من قبس الأبي وميضه
تمشي كأنك للسماء وليد
وتقول قول الحق دون تزلف
لا تخشى من صلف ولست تحيد
ترمي بنفسك إن دعتك ملمة
وتقول إني للصعاب أريد
وأكاد من عزم ألامس كوكبا
وأكاد إن أعدو البلاد تميد
وأكاد من فرط الخيال محلقا
ويكاد من شغفي الوجود يزيد
يا صاح ليس العبد من وهب القوى
أو سيد ذهب له وعديد
ما كان عنترة بعبد حينما
شق الصفوف ضعيفها وشديد
قد جال في الأعداء حرا تتقي
طعنات نصله ثلة ووحيد
من كان من ساداتهم فمُدبِرٌ
أو كان من فرسانهم فشريد
وسل بلالا إن تشاء وياسرا
عن حَرِ مكة صخرها وحديد
هل باءوا بالكفر المذل من اللظى
واللحم يكوى والعظام صديد
ما كانت الرمضاء إلا جُنَّة
ولهيبها نسائم وجليد
يا صاح إن الحر يمضي للردى
والروح تضحك والفؤاد سعيد
إن كان في ثغر المنية مجده
عدى إليه ليس عنه يحيد
أو كان في قعر المحيط أتى به
أو كان في أعلى السماء يعيد
يا صاح إني في قيودي مصفد
أهناك حُرٌ فكَ قيدي يجيد
إني أتوق لمرأى حر سيد
في النائبات ملهم ورشيد