

رُفِعت الجلسة
إلى المفكر فراس السواح
1-أَخَذَتْ بِيَرَاعِي وَانْتَظَرَتْتِلْكَ الأَحْلامُ مُعَاتَبَتِيوَالْوَقْتُ هُنَالِكَ مَرْقُوْمُ!أَأَقُوْلُ لَهَا وَالْعُمْرُ قَضَىأَنِّي مَنْسِيٌّ مَحْرُوْمُ؟لا الشَّوْقُ يُسَامِرُ أَبْخِرَتِيلا الدَّمْعُ يُنَظِّفُ أَوْرِدَتِييَا حُلْمَ الطِّفْلِ بِذَاكِرَتِيإِنِّي لِفُرَاقِكَ مَظْلُوْمُ!أَبْكِي.. وَالْكُلُّ يُصَاحِبُنِي ضَحِكَاًفَعَرفْتُ أَخِيْرَاًأَنَّ الْعِشْقَ مُغَامَرَةٌاَلدَّاخِلُ فِيْهَا مُنْهَزِمٌوَالْخَارِجُ مِنْهَا مَهْزُوْمُ!2-وَتَلَوْتُ مَزَامِيْرَ الْعُشَّاقِ وَرُحْتُ أُرَتِّلُ تَجْرِبَتِي:كَلَفٌ، وَطَنٌ، ذَهَبٌ، وَهُدَىوَاللهُ يُنَادِيْنِي أَبَدَا:"يَا طِفْلُ تَرَيَّثْ فَالدُّنْيَازَمَنٌ مَقْضِيٌّ في لُغَتِي"!مَا ذَنْبِي؟ إِنَّكَ خَالِقُنَافَامْسِكْ بِزِمَامِ الذَّاكِرَةِفَلُعِنْتُ، وَمَا زَالَتْ كُتُبِيتَرْوِي اللَّعَنَاتِ لأُمَّتِنَاتَرْوِي لَعَنَاتِ مُغَامَرَتِي!3-ذَنْبِي أَنِّي زَاوَلْتُ الْعِشْقَ مُجَاهَرَةًأَنِّي قَدْ بُحْتُ بِأَسْرَارِيبِعَقِيْدَةِ حُبٍّ أَتْبَعُهَابِالشَّوْقِ وَثَوْرَةِ أَفْكَارِي!صَرَّحْتُ بِأَنِّي صُوْفِيٌّلا أَعْرِفُ زُهْدَاً أَوْ تَرَفَاًلا أَلْبَسُ صُوْفَاً أَوْ قُطْنَاًلا أَحْمِلُ صَخْرَاً أَوْ ذَهَبَاًمَدَدٌ يَا خَالِقَ أَشْعَارِي!مَدَدٌ يَا عَازِفَ أَوْتَارِيمَدَدٌ تَتَقَدَّسُ في كُتُبِييَا وَاضِعَ سِرٍّ لا يَفْنَىفي مُحْيِي الدَّيْنِ بْنِ الْعَرَبِي!ذَنْبِي أنِّي أَعْتَقْتُ شَرِيْعَتَنَامِنْ قَيْدِ الْخَوْفِ، وَنِيْرَانِأنِّي قَدْ صِحْتُ بِجِيْرَانِي:"اَلْعِشْقُ أَنَا"فَصُلِبْتُ كَحَلاَّجٍ ثَانِ!4-إِنِّي في آخِرِ مَأْسَاةٍ قَدْ زَارَتْنِيأَدْرَكْتُ عَلاقَةَ مَوْطِنِنَابِشُجُوْنٍ تَسْكُنُ قَافِيَتِيوَعَلاقَةَ أَشْعَارِي بِدَمِي الْمُنْسَابِ عَلَى كَفِّي وَعَلَى الْجُدْرَانِ لِمَدْرَسَتِي!وَعَلِمْتُ بِأَنَّ طَبَاشِيْرَ الْعُشَّاقِ تُلَوِّنُ غَبْرَةَ أَرْصِفَتِيكَيْ تَلْعَبَ طِفْلَةُ جَارَتِنَا بِالْحَبْلِ مَعَ الصِّبْيَانِفَنَنْسَى الْخَوْفَ إِذَا لَعِبَتْ..وَهُنَاكَ تَهُبُّ الرِّيْحُ لِتَعْصِفَ بِالأَلْوَانِوَيَرْوِي الْغَيْثُ أَزَاهِيْرَ الْجِيْرَانِوَتَأْتِي الشَّمْسُ بِلا صِفَةِكَسَدِيْمِ الْكَوْنِ تُظَلِّلُنَاوَاللَّيْلُ يُنِيْرُ مُحَاكَمَتِي!اَلْجَلْسَةُ قَدْ بَدَأَتْوَالْقَاضِي يَطْلُبُ أَجْوِبَتِي:"أَسَأَلْتَ اللهَ عَنِ الدُّنْيَا؟أَدَخَلْتَ سَرَادِيْبَ النِّسْيَانِ وَقُلْتَ بِأَنَّكَ تَذْكُرُهَا؟أَفَتَحْتَ خَزَائِنَ حِكْمَتِنَا بِالشِّعْرِ لِتَسْرِقَ أَسْئِلَةًمَا كَانَ الْكَوْنُ يُبَاحِثُهَا؟"فَأَجَبْتُ: نَعَمْ...اَلْجَلْسَةُ قَدْ رُفِعَتْوَسُجِنْتُ، وَمَا زَالَ الإِنْسَانُ يُشَاهِدُنِيفي الأُفْقِ، وَكَمْ أَتَجَرَّعُ أَسْئِلَتِي!وَحِبَالُ ألَمْتَلْتَفُّ عَلَى قَلَمِي.. تَلْتَفُّ عَلَى بَدَنِيوَصُلِبْتُ قُبَيْلَ نِهَايَةِ مَحْكَمَتِي!
إلى المفكر فراس السواح
من ديوان: عندما زرتُ القدر