

رواية الأقدار
إلى قانا وأخواتها
أَرْوِي لَكُمْ قِصَّةَ الأَقْدَارِ أَحْزَانَا | |
مِنْ يَوْمِ (آدَمَ) حَتَّى سُجِّلَتْ (قَانَا) | |
أَرْوِي لَكُمْ قِصَّةً جُنَّتْ بِهَا كُتُبٌ | |
كَانَتْ بِدَايَتَنَا فِيْهَا خَطَايَانَا | |
أَرْوِي لَكُمْ عَنْ هَوَى الأَشْجَانِ في بَلَدِي | |
أَرْوِي لَكُمْ عَنْ زَمَانٍ صَارَ سَجَّانَا | |
عَنْ لَيْلِنَا عِنْدَمَا نَنْسَاهُ في خَجَلٍ | |
عَنْ عُمْرِنَا عِنْدَمَا يَخْتَالُ أَشْجَانَا | |
عَنْ عِشْقِنَا بَاتَ جَمْرَاً في الجَحِيْمِ بِهِ | |
مِتْنَا جَمِيْعَاً، غَدَوْنَا فِيْهِ قُرْبَانَا | |
عَنْ دِيْنِنَا الأَقْدَسِ المَكْنُوْنِ في وَطَني | |
عَنْ شِعْرِنَا حِيْنَ صِرْنَا فِيْهِ أَوْزَانَا | |
عَنْ شَعْبِنَا الثَّائِرِ المَسْجُوْنِ دُوْنَ غَدٍ | |
عَنْ أرْضِنَا عِنْدَمَا ضَمَّتْ ضَحَايَانَا | |
أَرْوِي لَكُمْ قِصَّةً كَانَتْ بِدَايَتُهَا | |
مُذْ شَكَّلَ اللهُ طِيْنَاً بَاتَ إِنْسَانَا | |
مَهْدُ الحَضَارَةِ أَوْطَاني وَقَافِلَةٌ | |
للمَجْدِ مُذْ خَلَقَ الرَّحْمَنُ أَوْطَانَا | |
فِيْهَا كَتَبْنَا حِكَايَاتٍ لأمَّتِنَا | |
بَلْ للشُّعُوْبِ التي أَمَّتْ قَضَايَانَا | |
في أَرْضِنَا وُلِدَتْ آيَاتُ بَارِئِنَا | |
إذْ أَمْطَرَتْ رَحْمَةُ القُدُّوْسِ أَدْيَانَا | |
والأَبْجَدِيَّةُ كَانَتْ عِنْدَنَا شَرَفَاً | |
تَمْحُو جَهَالَتَنَا رِفْقَاً وَإِحْسَانَا | |
تَارِيْخُنَا مُنْذُ (ذِي قَارٍ) غَدَا مَثَلاً | |
للعِزِّ بَلْ أَصْبَحَ التَّارِيْخُ سُلْطَانَا | |
مِنْ بَعْدِهَا (عَيْنُ جَالُوْتٍ وَحِطِّيْنٌ) | |
أُسْطُوْرَةٌ بَعْدَ (يُرْمُوْكٍ) حَكَايَانَا | |
شِعْرٌ وَعَزْفٌ وَرَسْمٌ بَعْدَ فَلْسَفَةٍ | |
تِلْكَ الشُّؤُوْنُ غَدَتْ للعُرْبِ فُرْقَانَا | |
قَدْ عَلَّمَتْنَا مَآسِيْنَا ثَقَافَتَنَا | |
أَوْطَانُنَا أَصْبَحَتْ للفَنِّ عِنْوَانَا | |
أَلْحَانُنَا أُنشِدَتْ للرَّبِّ نَابِعَةٌ | |
مِنْ حُزْنِنَا حِيْنَ كُنَّا فِيْهِ غِلْمَانَا | |
فالدَّمْعُ عَلَّمَ أَوْطَاني فُنُوْنَ هَوَىً | |
بَاتَتْ عَقِيْدَةَ شَعْبي لا وَصَايَانَا | |
حُزْنٌ عَظِيْمٌ رَبَا في أَرْضِنَا زَمَنَاً | |
مَا زَالَ ضَيْفَاً عَزِيْزَاً يَكْبَرُ الآنَا | |
وَالشَّجْوُ غَنَّتْهُ أَوْطَاني بِلا كَلَلٍ | |
غَنَّتْ لِتَنْسَى مَلِيْكَاً لَيْسَ يَلْقَانَا | |
غَنَّتْ لتَِرْجِعَ بَعْدَ السَّجْنِ ثَائِرَةً | |
كَي تَفْرَحَ الأَرْضُ يَوْمَاً حِيْنَ تَلْقَانَا | |
سَارَتْ إِلَيْنَا أَسَاطِيْلُ الجيُوْشِ بَدَتْ | |
سفَّاحةً تُحْرِقُ العِزَّ الذي كَانَا | |
جَاءَتْ مُحَصَّنَةً بِالنَّارِ غَاصِبَةً | |
للقُدْسِ والشَّعْبِ كَي نَنْسَى مَزَايَانَا | |
جَاءَتْ إِلَيْنَا عَلَى دَبَّابَةٍ ذَبَحَتْ | |
أَطْفَالَنَا وَبَنَاتٍ قَبَّلَتْ فَانَا | |
جَاءَتْ لِتَقْتُلَ ذِكْرَى القَوْمِ مُذْ وُجِدُوا | |
كَي يَخْتَفِيْ حُضْنُ أُمِّي في زَوَايَانَا | |
جَارَتْ عَلَيْنَا وَهَدَّتْ نَصْرَ دَوْلَتِنَا | |
قَضَّتْ مَضَاجِعَنَا زَادَتْ مَنَايَانَا | |
لَكِنَّهَا فَشِلَتْ فَالأَرْضُ تَحْرِسُنَا | |
وَالدِّينُ يَنْصُرُنَا وَالشِّعْرُ يَرْعَانَا | |
وَالكَوْنُ يَذْكُرُ أَمْجَادَاً بِنَا كَبُرَتْ | |
وَاللهُ يُنْصِفُنَا لَوْ كَادَ يَنْسَانَا | |
جِيْلٌ مِنَ الثَّوْرَةِ الأَسْمَى يَوَدُّ غَدَاً | |
فِيْهِ الصَّبَاحُ يُصَلِّي يَوْمَ سَلْوَانَا | |
جِيْلٌ يُرِيْدُ مَصَابِيْحَ الرُّبَا وَقَدَاً | |
كَي يُشْرِقَ اللَّيْلُ للأَجْيَالِ أَزْمَانَا | |
نِيْرَانُهُمْ جَعَلَتْ أَعْدَاءَهُمْ حَطَبَاً | |
ثَوْرَاتُهُمْ أَشْعَلَتْ في الذُّلِّ نِيْرَانَا | |
في الرَّافِدَيْنِ غَدَوا أَبْطَالَ أُمَّتِنَا | |
في قُدْسِنَا أَصْبَحُوا للشَّمْسِ فُرْسَانَا | |
في شَامِنَا سَطَّرَ الأَجْدَادُ ثَوْرَتَنَا | |
والنَّايُ أَصْبَحَ عَوَّادَاً لِـ(لُبْنَانَا) | |
أَلْحَانُهُمْ أَصْبَحَتْ للكَوْنِ سَامِرَةً | |
وَاللَّحْنُ قَدْ صَارَ إِنْجِيْلاً وَقُرْآنَا | |
فَاقْتَصَّتِ الأَرْضُ مِنْ أَعْدَائِهَا أَبَدَاً | |
ثُمَّ ارْتَمَتْ تَلْبَسُ الأَمْجَادَ فُسْتَانَا | |
تَسْتَغْرِبُوْنَ مِنَ الأَقْوَالِ في كُتُبي؟ | |
تَسْتَغْرِبِيْنَ مِنَ الأَحْلامِ يَا (قَانَا)؟ | |
لا تَحْزَني يَا بِلادِي إِنَّنَا قَدَرٌ | |
لا بُدَّ يَأْتي لِيَنْفِيْ مِنْكِ أشَجَانَا | |
لا بُدَّ نَرْجِعُ أَحْرَارَاً بِلا جُدُرٍ | |
لا بُدَّ نَرْجِعُ للبَيْتِ الذي عَانَا | |
لا بُدَّ نُرْجِعُ للدُّنْيَا مَسَرْتَهَا | |
لا بُدَّ نُرْجِعُ تَارِيْخَاً وَأَوْطَانَا | |
إِنَّا لَخَيْرُ الوَرَى لا رَيْبَ يَا وَطَني | |
فَالمَجْدُ أَنْجَبَنَا وَاللهُ رَبَّانَا |