رسالة إلى والي الزمان
عذرا يا سيدي ان خاطبتك بدون تكلف أو بدون ألقاب... فسنين الغربة والترمل واليتم أذاقتني صنوف العذاب... وجعلتني اقوى لا اضعف لكي اكتب رسالة موجهة لك وحدك دون بقية أصحاب القرار.. انا أعيش في مدينة يا مولاي كل شيء بها تحول الى تراب ونسيج العنكبوت عشش فوق أطيارنا التي أبت ان تغرد الى بقرار من مجلس النواب... وتراثنا وأثارنا زهقت خنقا تحت حلم كل من مر بظله فوق حجارتها والإطلال ... لسنا بحاجة الى مياه جارية او كهرباء مستمرة او أنابيب مجاري لإمطار رفضت الهطول فوق بقايا نخيلنا والأعناب...لسنا بحاجة لتماثيل وصور تجسد حضرتكم وعفوا على التجاوز على المقامات... لسنا بحاجة لتشكيل مجالسكم ومليشياتكم وإحصاء عدد حمايتكم التي نافست عدد سكان العراق...لست بحاجة لأذكركم بماضي قريب رجمتموه ثم أعاد سيدي بعض رجالكم بناء أركانه كما كان مؤلم وظالم وجبان.
لن أقول شيء عن سجون سرية... وأقبية مجهولة النهايات حملت أرقام الله يعرف سرها هذا ثلاثمائة وألف ذاك مليون بعد كم رقم والى اين تمضي بنا يا سيدي الحاكم بأمر الله .. كم صريخ نادى يا علي او يا ابا بكر او يا عثمان ...من يسمعني من ينوح لتعذيبي الذي ضج منه سكان السماوات ...كم نحن بحاجة اليك يا أيها المغيب في سر الكون لتعود وتملئ بالعدل ما ملئت بإتباع أوصياء وأنبياء الله.
يا سيدي لن اتكلم عن فساد مزق أحشائنا وثقب جيوبنا وازكم أنوفنا وأطاح بكل شيء ذا معاني الجلالة والسمو...لن اتكلم عن ابن فلان او اتباع فلان او المناضل فلان الذي اسقط الظالم وابدله بفرعون مصر او سفاح البلاط...لن اتكلم عن من حررنا فانتم كثر وأخاف ان أنسى واحد لأتحول الى بعثية او يمينية او يسارية او من أي الجهات.
يا سيدي نفذ الخبز في افران حارتنا فمن يملئ سلة الفقير من بطاقته الخاوية الإثمان...يا سيدي لا تغضب على من كتبت هذه الكلمات فاليأس علمنا الصمت والصبر والصلاة... يا سيدي أناشدك بحق كل طفل نام جائع ورواتبكم جاوزت المليار دينار..يا سيدي لن اتكلم عن مفخخات هزت مدينتي الفيحاء لن اتكلم عن شهداء شارع المكتبات ومسجد ابن النما وشارع أربعين والعيادة الشعبية وعشرات الأمثال... يا سيدي عمرنا اقصر ما في الوجود فكيف سنعود كلنا الى الله... كيف نعود.انتهى